اليابان تهيمن على السوق الآسيوية بمنتجاتها الخاصة بالحماية من الشمس

اليابان تهيمن على السوق الآسيوية بمنتجاتها الخاصة بالحماية من الشمس

حظي مقطع فيديو عن منتجات واقية من الشمس بمليوني مشاهدة عبر الإنترنت في اليابان، مما يشكل انعكاسا للاهتمام المتزايد بالعناية بالبشرة في آسيا، وتحديدا بمنتجات الوقاية من الشمس.

تقول اليوتيوبر المقيمة في طوكيو هانا برايس التي تقارن في مقطع الفيديو واقيات الشمس الأسترالية بتلك اليابانية المعروفة بملمسها الخفيف على البشرة، «منذ وصولي إلى اليابان عام 2012، أحببت واقيات الشمس اليابانية»، بحسب وكالة «فرانس برس».

وتضيف «عندما جربتها للمرة الأولى، لاحظت أنها أفضل بكثير من أي منتج استخدمته في أستراليا»، وهو بلدها الأم الذي تُعد واقيات الشمس فيه «سميكة ولزجة ودهنية».

تتطلع الشركات المصنعة اليابانية إلى التوسّع مستفيدة من ازدهار السياحة في اليابان ومن خلال تعزيز صادراتها.

ومن جهتها ، تعتزم شركة «كاو» اليابانية العملاقة للكيماويات ومستحضرات التجميل افتتاح ثلاثة مصانع جديدة في الخارج (إندونيسيا والبرازيل وألمانيا)، وتسعى إلى تحقيق عائدات بـ35 مليار ين (255 مليون دولار) من واقيات الشمس بحلول عام 2027، وهو ما سيمثل زيادة بـ1,6 مرة عن عائدات عام 2023.

الهوس ببشرة فاتحة
يقول المسؤول عن التسويق في «كاو» تاكويا وادا إن منشورات مشاهير الإنترنت لها تأثير «قوي جدا» على مبيعات واقيات الشمس.

ويضيف «لا حدود للوصول إلى المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، مما يمنح الماركات انتشارا عالميا.

ومن جانبه، يوضح مدير البحث والتطوير في قسم العناية بالبشرة تاكاشي فوكوي، أنّ المجموعة بدأت في ابتكار واقيات الشمس خلال ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته، مع تزايد الوعي بمخاطر تسمير البشرة.

يعود الهوس الثقافي الياباني بالبشرة الفاتحة إلى القرن السادس، وأصبح استخدام المسحوق الأبيض المستورد من الصين لاحقا علامة على التميز الاجتماعي بين النبلاء، لدرجة أنّ هناك مثلا يابانيا قديما يقول إنّ «البشرة البيضاء تخفي سبعة عيوب».

في تسعينات القرن الماضي، بدأ اليابانيون في استخدام واقيات الشمس أو مستحضرات التجميل لتجنّب تسمير البشرة، وهو اتجاه أُطلق عليه تسمية «بيهاكو» أو «البياض المتألق».

– واقي شمس من زبدة الشيا وبذور الجزر
– هذه هي الطريقة الصحيحة لتخزين مستحضرات التجميل

وفي الفترة الحالية، تستخدم النساء في اليابان واقيات الشمس يوميا لحماية أنفسهن من البقع الداكنة وعلامات التقدم في السن الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، وفق فوكوي، الذي يشير إلى أنّ الجمع بين الحماية الفعّالة وسهولة الاستخدام صعب من الناحية التقنية، لافتا إلى أنّ هذا المعيار هو ما يميّز تحديدا الماركات اليابانية عن منافساتها الغربية.

تقول سواري تاساناكولبان (40 سنة)، وهي مؤثرة يابانية متخصصة في مجال الجمال وتختبر واقيات الشمس اليابانية عبر «يوتيوب»، «هناك دائما تقنيات جديدة وتركيبات مبتكرة، وغالبا ما تكون اليابان متقدمة على بقية الدول». في إفادة إلى وكالة «فرانس برس».

المنتجات موجودة  طوال العام
تَكثُر الخيارات في اليابان، ففي متجر تابع لسلسلة صيدليات كبيرة في شيبويا، وهي منطقة حيوية في طوكيو، يظهر على الرفوف نحو 90 منتجا مختلفا من واقيات الشمس.

ومع أنّ الصيف يُعدّ من أهم المواسم لواقيات الشمس، تتوفر هذه المنتجات على مدار العام في متاجر كثيرة مثل «ماتسوكيو كوكوكارا».

وعن هذا يقول نائب مدير قسم مستحضرات التجميل في المجموعة تاكيشي أوتسوكي «تشهد المبيعات نموا عاما بعد عام، لأنّ عددا متزايدا من الأشخاص يستخدمون واقيات الشمس يوميا، واحتياجاتهم أصبحت أكثر تنوّعا».

ويشير إلى أنّ قاعدة الزبائن الذكور تزداد، لافتا إلى أنّ «واقيات الشمس اليابانية تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الأجانب»، الذين يشترونها أحيانا بكميات كبيرة.

ترى اليوتيوبر هانا برايس أن زيادة المعلومات المتاحة عن هذا الموضوع مربحة للجانبين، وتختم حديثها قائلة «هذا يعني أننا سنتمتع بحماية أفضل بشكل عام، وهو أمر جيد للجميع».