«نيويورك تايمز» توضح أربع خيارات للرد الإيراني على الهجمات الأمريكية

قالت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية إن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إرسال قاذفات أميركية لمساعدة «إسرائيل» في حربها ضد إيران يُنذر ببدء مرحلة «أكثر خطورة» من الحرب.
واستبعدت أن يؤدي الهجوم الأميركي على منشآة فوردو لتخصيب اليورانيوم، الموجودة في عمق الجبل، إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني، بل رأت أنه قد يدفع طهران إلى توسيع نطاق الحرب، لتسريع وتيرته.
سيناريوهات الحرب على إيران
حددت الجريدة الأميركية، في تقرير نشرته اليوم الأحد، أربعة سيناريوهات لما قد يسفر عن الانخراط الأميركي في الحرب الإسرائيلية ضد طهران، أولها تشجيع إيران على المشاركة بجدية في المفاوضات النووية.
فقبيل الهجمات الإسرائيلية المفاجئة في الثالث عشر من يونيو، شاركت الولايات المتحدة وطهران في محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث تعهدت واشنطن بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران مقابل وضع قيود على برنامج الأخيرة النووي.
– إيران تعلن استهداف مطار بن غوريون وقواعد لوجستية إسرائيلية
– السعودية ومصر وقطر و عمان والعراق تندد بالهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية
– التلفزيون الإيراني: انطلاق الموجة الـ19 من عملية «الوعد الصادق 3»
وفي حين لم يقترب الطرفان من أي اتفاق نهائي، برزت بوادر توافق محتمل بداية يونيو الجاري. غير أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى انهيار هذه المفاوضات النووية.
مع ذلك، أبدت إيران استعدادها للحوار. ورأت «نيويورك تايمز» أن استهداف منشأة فوردو النووية لن يقضي بالضرورة على فرصة العودة إلى طاولة المفاوضات.
السيناريو الثاني: تكثيف النشاط النووي
في السيناريو الثاني قد تتجه إيران إلى تسريع برنامجها النووي، وإنتاج أسلحة نووية من مواقع سرية لا تعلم الولايات المتحدة أو «إسرائيل» طبيعتها، على الرغم من عدم وجود دليل على وجود مثل تلك المواقع.
وفي هذه الحالة، قالت «نيويورك تايمز»: «إيران قد تستخدم كل ما تبقى لديها، لمحاولة تسريع برنامجها النووي في أعقاب الهجوم الأميركي». لكنها نقلت عن محللين أن «إيران ربما فقدت بعض القدرة على بناء سلاح نووي بشكل سريع بسبب الضرر الذي أحدثته الهجمات الإسرائيلية في المواقع والمنشآت النووية، وكذلك فقد عدد من أبرز العلماء النوويين».
السيناريو الثالت: حرب أكثر فوضوية
في السيناريو الثالث تساءلت الجريدة الأميركية ما إذا ستبدأ إيران في مهاجمة مواقع قوات أميركية متمركزة في الشرق الأوسط أو توجيه ضربة إلى حلفاء واشنطن، وأبرزهم المملكة السعودية والإمارات؟
وأشارت إلى احتمال انضمام وكلاء طهران في المنطقة إلى الحرب، وأبرزهم جماعة الحوثي في اليمن، و«حزب الله» بلبنان، ومجموعات أخرى في العراق.
وحتى الآن، امتنعت طهران عن مهاجمة القوات أو القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، واكتفت باستهداف مواقع داخل «إسرائيل»، ردا على هجمات الأخيرة. وقد أكد وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات يوم الجمعة، أنه «إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران، فإنها تحتفظ بحق الرد كما فعلت مع إسرائيل».
السيناريو الرابع: الحديث عن تغيير النظام في طهران
أما السيناريو الرابع فتطرق إلى إمكان تغيير نظام المرشد الأعلى في طهران، وهنا استبعدت «نيويورك تايمز» سقوط نظام المؤسسة الدينية – العسكرية المسيطرة على البلاد منذ خمسة عقود حتى لو قُتل المرشد آية الله علي خامنئي.
ومع احتدام الحرب، رجحت الجريدة أن يحكم الحرس الثوري الإيراني، وهو الذراع الأقوى في الجيش، سيطرته على البلاد. وقد يلجأ إلى احتمالات عدة، بينها تعيين حكومة أكثر تأييدا للغرب، أو استبدال بخامنئي شخصية أكثر تطرفا تتولى إعداد البلاد لمعركة طويلة، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا، بحسب «نيويورك تايمز».
ويتخوف محللون من انزلاق إيران صوب فوضى أو حرب أهلية إذا لم يتحرك الجيش بشكل سريع، لتنظيم صفوفه، وإحكام سيطرته على الوضع الداخلي. لكنهم قللوا أيضا من فرص نجاح قوى المعارضة في الظهور.