«نيويورك تايمز»: خامنئي ينتقل إلى موقع سري ويقطع الاتصالات الإلكترونية لتفادي التعقب

«نيويورك تايمز»: خامنئي ينتقل إلى موقع سري ويقطع الاتصالات الإلكترونية لتفادي التعقب

كشفت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية عن انتقال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، إلى مكان سري، وقطع كل الاتصالات الإلكترونية لمنع تعقبه. كما وضع قائمة، تضم ثلاثة أسماء، هم خلفاؤه المحتملون.

ونقلت، في تقرير نشرته مساء السبت، عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين على اطلاع بخطة طوارئ الحرب أن «خامنئي قد انتقل إلى مخبأ تحت الأرض، واختار قائمة من البدلاء على طول سلسلة القيادة العسكرية في حال مقتل مزيد من مساعديه ذوي القيمة».

خامنئي يختار خليفته
في خطوة استثنائية، كشفت المصادر أن «خامنئي سمى ثلاثة من كبار رجال الدين كمرشحين لخلافته في حال مقتله أيضا»، وهو ما عدته الجريدة الأميركية «انعكاسا للحالة الحرجة التي يمر بها النظام الإيراني نتيجة الضربات الإسرائيلية والأميركية».

وقالت المصادر: «خامنئي يدرك أن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تحاولان اغتياله، لهذا اتخذ قرارا غير عادي بتوجيه مجلس خبراء القيادة، وهو الهيئة الدينية المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى، باختيار خليفته بشكل سريع من بين الأسماء الثلاثة التي اقترحها».

– كاتس: خامنئي لا ينبغي أن يبقى على قيد الحياة.. ونشكر أميركا لدعمنا بالسلاح

قد تستغرق عملية اختيار مرشد أعلى جديد أشهرا في الظروف العادية، حيث يختاره رجال الدين وأعضاء مجلس الخبراء من بين قائمة من الأسماء يضعونها. لكن في ظل ظروف الحرب الراهنة، تشير المصادر إلى «رغبة خامنئي في ضمان انتقال سريع ومنظم للسلطة».

وكشفت المصادر أيضا أن «مجتبى، نجل آية الله خامنئي رجل الدين المقرب من الحرس الثوري، ليس من بين المرشحين». وكان الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، من أبرز المرشحين قبل مقتله بحادث تحطم مروحية بالعام 2024.

جبهتان للحرب الإسرائيلية
غالبا ما يقيم خامنئي ويعمل في مجمع شديد الحراسة وسط طهران، يسمى «بيت الرهبري»، أو من داخل منزله، ونادرا ما يغادره إلا في مناسبات خاصة، مثل كإلقاء خطبة. ويزوره كبار المسؤولين والقادة العسكريين، لحضور اجتماعات أسبوعية.

غير أن انتقاله إلى مخبأ سري يُظهر مدى خطورة الحرب التي تشنها «إسرائيل»، والتي تجري في جبهتين: الأولى من السماء مع هجمات جوية مكثفة تستهدف مواقع عسكرية ونووية وبنى تحتية للطاقة، بالإضافة إلى قادة عسكريين وعلماء نوويين.

أما الجبهة الثانية، حسب المصادر، فتجري داخليا، حيث تلاحق الأجهزة الأمنية شبكات الجواسيس السرية والعملاء الإسرائيليين، وغيرهم من المتعاونين المنتشرين في أرجاء إيران، الذين يعملون على إطلاق مسيرات مسلحة تستهدف منشآت حيوية للطاقة والحرس الثوري.

الاعتداء الإسرائيلي الأكبر على إيران
عّدت الجريدة الأميركية الهجمات الأخيرة على إيران «الاعتداء العسكري الإسرائيلي الأكبر ضد طهران منذ حرب الأخيرة مع العراق»، مشيرة إلى الضرر الكبير الذي أصاب العاصمة طهران على وجه الخصوص.

وأشارت إلى «قدرة إيران على امتصاص صدمة الضربات الأولى، لتعود إلى تنظيم صفوفها بما يكفي لشن هجمات مضادة يوميا ضد مواقع داخل إسرائيل».

وقد اتخذت الأحداث منحنى جديدا، أمس السبت، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الجيش الأميركي قد قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشآة لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، مما يفاقم المخاوف من اتساع رقعة الصراع.

وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض، قال ترامب: «هدفنا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي تشكله الدولة الراعية للإرهاب رقم 1 في العالم».