أميركا تبدأ الإجراءات العسكرية.. ترامب يفصح عن تنفيذ “هجوم” على ثلاثة منشآت نووية إيرانية

في تحرك نوعي قد يغير مسار الحرب بين إيران وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم الأحد أن الجيش الأميركي نفّذ هجوما وصفه بـ«الناجح جدا» على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال «أتممنا هجومنا الناجح جدا على المواقع النووية الثلاثة في إيران فوردو ونطنز وأصفهان». وأضاف «أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي»، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام.
وجاء إعلان ترامب بعد يومين من قوله إنه سيقرر «خلال أسبوعين» ما إذا كان سينضم إلى حليفته إسرائيل في مهاجمة إيران. ومن المقرر أن يلقي ترامب كلمة في الساعة العاشرة مساء السبت (بتوقيت الولايات المتحدة).
وفي منشور ثان أعلن فيه عن خطابه من البيت الأبيض، قال ترامب «هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والعالم. على إيران الموافقة الآن على إنهاء هذه الحرب».
واشنطن أعطت إسرائيل إشعارا مسبقا بالهجمات
بعد الضربات، تحدث ترامب إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق مسؤول في البيت الأبيض قال أيضا إن واشنطن «أعطت إسرائيل إشعارا مسبقا قبل الضربات».
وكانت تقارير إعلامية أفادت مساء السبت أن قاذفات أميركية من طراز «بي 2» قادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، كانت في طريقها إلى خارج الولايات المتحدة. ولم يذكر ترامب نوع الطائرات أو الذخائر الأميركية التي استخدمت في استهداف المنشآت النووية الايرانية.
ترامب يتحدث عن «وقت السلام»
في إيران، أفادت وسائل إعلام بأن جزءا من منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم وموقعي أصفهان ونطنز النوويين تعرضت لهجوم.ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» عن المتحدث باسم إدارة الأزمات في محافظة قم مرتضى حيدري قوله «قبل ساعات قليلة، وبعد تفعيل الدفاعات الجوية في قم وتحديد أهداف معادية، تعرّض قسم من موقع فوردو النووي لهجوم بضربات جوية معادية».
وقالت وكالة أنباء «فارس»: «بدأت الدفاعات الجوية في أصفهان وكاشان العمل للتصدي لأهداف معادية، وسُمع دوي عدة انفجارات بشكل متزام»”.
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع مستوى التأهب على مستوى البلاد، مع السماح فقط بالأنشطة الضرورية حتى إشعار آخر. ويشمل الحظر المعلن «الأنشطة التعليمية والتجمعات والأنشطة في أماكن العمل، باستثناء القطاعات الضرورية».
وهدّدت طهران بشنّ هجمات انتقامية على القوات الأميركية في الشرق الأوسط إذا تعرّضت لهجوم أميركي.
وسبق أن توعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السبت بردّ «أكثر تدميرا» إذا استمرت حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة منذ تسعة أيام، قائلا إن الجمهورية الإسلامية لن توقف برنامجها النووي «تحت أي ظرف من الظروف».
وزعمت إسرائيل أمس السبت أنها اغتالت ثلاثة قادة عسكريين إيرانيين آخرين في هجماتها غير المسبوقة. وادعى وزير خارجيتها جدعون ساعر أن الضربات أخرّت لمدة «سنتين أو ثلاث» إمكانية تطوير إيران سلاحا نوويا.
وتبادلت إسرائيل وإيران موجة تلو الأخرى من الضربات الصاروخية المدمرة منذ أن بدأ الاحتلال عدوانه الجوي في 13 يونيو، بعد أن اعتبرت أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي.
وادعت إسرائيل أمس السبت إنها هاجمت موقع أصفهان النووي الإيراني للمرة الثانية، فيما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن منشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي تعرضت للقصف.
وفي وقت لاحق السبت، قالت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية إن الاحتلال شن ضربات على مدينة شيراز الجنوبية التي تستضيف قواعد عسكرية. وأعلن الحرس الثوري الإيراني فجر الأحد إطلاق «موجة واسعة» من «الطائرات المسيّرة الانتحارية» ضد «أهداف استراتيجية» في جميع أنحاء إسرائيل.
وتنفي إيران سعيها لتطوير قنبلة ذرية. وقال بزيشكيان أمس السبت إن حق بلاده في مواصلة برنامج نووي مدني «لا يمكن أن يُنتزع… بالتهديدات أو الحرب».
«عدوان إسرائيلي متواصل»
وفي محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الرئيس الإيراني، وفق وكالة أنباء «إرنا» الرسمية، «ردّنا على العدوان المتواصل للكيان الصهيوني سيكون أكثر تدميرا». وأضاف بزشكيان «نحن مستعدون للمناقشة والتعاون لبناء الثقة في مجال الأنشطة النووية السلمية، ومع ذلك، لا نقبل بخفض الأنشطة النووية إلى الصفر تحت أي ظرف».
وزار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسطنبول أمس السبت لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة النزاع.
وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا التقوا مع عراقجي في جنيف أول من أمس الجمعة وحثوه على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة التي توقفت مع بدء الحرب.
في اليمن، هدّد الحوثيون باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر في حال تدخلت واشنطن الى جانب حليفتها «إسرائيل».
وذكرت وكالة أنباء «هرانا»، وهي منظمة إيرانية غير حكومية مقرها في الولايات المتحدة، أن الضربات أسفرت عن وقوع 657 شهيدا وألفي جريح على الأقل.
رسميا، أفادت وزارة الصحة الإيرانية بأن حصيلة الشهداء منذ بدء الحرب بلغت 400، بينما أُصيب 3056 آخرون بجروح. وبحسب أحدث حصيلة للسلطات الإسرائيلية، أدت الضربات الإيرانية الى مقتل 25 شخصا في الأراضي المحتلة.