«الإذاعة الفرنسية» تكشف عن اقتراح يتم اعتماده في «برلين 3» ثم في اجتماعين آخرين.

تجتمع اللجنة الدولية المعنية بمراقبة الوضع في ليبيا مجددًا في برلين اليوم الجمعة بحضور الولايات المتحدة وفي غياب روسيا.
ويهدف هذا الاجتماع الثالث في العاصمة الألمانية إلى إحياء العملية السياسية، في ظل تراجع أهمية الوضع الليبي منذ اندلاع الحروب في أوكرانيا، ثم في السودان وغزة.
الاجتماع، الذي وُصف بأنه تقني، يهدف أيضا إلى إشراك الدول المتدخلة في ليبيا في البحث عن حل، فقد كانت روسيا ممثلة في مؤتمر برلين الأول في يناير 2020، ثم في مؤتمر برلين الثاني في العام التالي.
غياب روسيا عن اجتماع لجنة المتابعة الدولية
لكن موسكو، التي أصبحت الآن معزولة على الساحة الدولية بسبب تدخلها في أوكرانيا، لم تُدعَ إلى مؤتمر برلين الثالث، وهو المؤتمر الثالث حول ليبيا وفق الإذاعة الفرنسية الدولية.
– خلال اجتماع برلين.. سويسرا تؤكد دعم البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا
– جريدة «الوسط»: عشية اجتماع برلين.. البعثة الأممية في «مهب» الانتقاد
– تيتيه تطلع المنفي على تحضيرات الجارية لاجتماع برلين حول ليبيا
– تيتيه تطلع الدبيبة على دعوة ليبيا لاجتماع لجنة المتابعة لعملية برلين
يُعقد المؤتمر برعاية الأمم المتحدة وعلى مستوى السفراء، بمشاركة عدد من الدول الأوروبية ودول الخليج وممثلي جوار ليبيا. كما يشارك فيه الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. علما بأن المؤتمرين السابقين عُقدا على مستوى وزراء الخارجية.
الحوار الليبي على طاولة النقاش في برلين
كما دُعي ممثل عن حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، حيث ترغب الممثلة الخاصة للأمين العام رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الغينية هانا تيتيه، في إعادة طرح قضية الحوار الوطني على طاولة النقاش، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من المأزق، ولإعادة إطلاق العملية السياسية.
وقد بادرت تيتيه، التي تتواجد في برلين منذ اليوم السابق، بإجراء اتصالات مع عدة أطراف، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، سافرت إلى تركيا، الدولة المتورطة بشدة في ليبيا.
وبحسب مصادر دبلوماسية ليبية، تسعى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إعادة إطلاق مؤتمر برلين لدعم قرارات اللجنة الاستشارية التي شكلتها البعثة وتضم 20 شخصية ليبية من الخبراء في مجالات القانون والسياسة والانتخابات. بعدما أعدت مقترحات بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وتأمل الأمم المتحدة تشكيل سلطة تنفيذية موقتة جديدة، لتحل محل الحكومتين الحاليتين، تمهيدا لقيادة البلاد نحو انتخابات عامة، وهو السبيل الوحيد للخروج من المأزق الحالي.
تشكيل مجلس تأسيسي في ليبيا
وفقًا لمصادر ليبية مطلعة، يُمكن تشكيل مجلس تأسيسي من ستين شخصًا للقيام بمهمة قيادة حوار جديد، وسيضم هذا المجلس الأعضاء العشرين للجنة الاستشارية الحالية، بالإضافة إلى أعضاء البرلمان، والمجلس الأعلى للدولة، وأيضا أعضاء من المجتمع المدني.
وبناءً على ذلك، سيتم اعتماد هذا المقترح في برلين، ثم في الأمم المتحدة، التي ستعقد اجتماعين بشأن ليبيا في 24 يونيو. وسيجرى اعتماد قرارات برلين من قبل مجلس الأمن، من أجل منح المجتمع الدولي نفوذًا على كل من الأطراف الليبية والدول الأجنبية.
محاولةً أخرى لإنقاذ العملية السياسية في ليبيا
وفي رأي الإذاعة الفرنسية، سيكون مؤتمر برلين الثالث محاولةً أخرى لإنقاذ العملية السياسية في ليبيا. ففي المؤتمرين السابقين اللذين عُقدا بهذه الصيغة، لم تُنفَّذ القرارات المهمة الصادرة، لا سيما فيما يتعلق بانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية أو حل الميليشيات.
ويخشى الليبيون تكرار فشل الماضي، فقد كان من المفترض أن يقود رئيس الحكومة الموقتة عبدالحميد الدبيبة، البلاد إلى انتخابات عام 2021، لكنه ساهم بنفسه في إفشال هذا المشروع، إذ أراد الترشح على الرغم من أن الاتفاق السياسي يحظر على رؤساء الوزراء الحاليين ذلك. كذلك، لا يُخفي المشير خليفة حفتر، طموحاته في الاحتفاظ بالسلطة.
ومع ذلك لا يوجد اليوم ما يشير إلى زوال العراقيل الحالية، إذ لا تزال ليبيا تفتقر إلى أي إطار انتخابي أو قانون ينظم الانتخابات.