صراع إيران وإسرائيل يثير التكهنات حول النفط في ليبيا

اشتعلت بورصة التكهنات بشأن النفط الليبي على خلفية التصعيد العسكري بين «إسرائيل» وإيران، أخذا بالاعتبار أن منظمة «أوبك»، التي تحظى ليبيا بعضويتها حافظت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين 2025 و2026، على الرغم من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، وفقا للتقرير الشهري للمنظمة الذي نُشر الإثنين.
ومنذ الجمعة الماضية، وبداية العدوان الإسرائيلي ضد إيران، ارتفعت أسعار النفط على خلفية المخاوف من اضطرابات في الإنتاج، فيما ارتفع إنتاج ليبيا اليومي من النفط بشكل طفيف منتصف هذا الأسبوع مسجلا مليون و373 ألف برميل مقابل مليون و372 ألف برميل، وفق أرقام المؤسسة الوطنية للنفط.
وسبق أن أظهرت النشرة الاقتصادية لمصرف ليبيا المركزي تراجع متوسط سعر بيع خامات النفط الليبية في العام الماضي، إذ تراوح بين 77.93 و50.38 دولار للبرميل الواحد مقابل 80.61 و82.45 دولار خلال العام 2023. وهي أيضا مستويات أقل مما كانت عليه في العام 2022 عندما تراوحت بين 102.4 و99.07 دولار للبرميل.
توقعات بارتفاع سعر النفط نحو 80 دولارًا
ولا يستبعد محللون من بينهم كبير استراتيجيي الاستثمار في «ساكسو ماركتس»، تشارو تشانانا: «ارتفاع سعر النفط نحو 80 دولارا إذا تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط، وتحققت مخاطر العرض، لكن ارتفاع إنتاج (أوبك بلس) قد يحد من المكاسب، ويجدد مخاوف العرض الزائد حتى الخريف».
وأضاف تشانانا: «في السيناريو السيئ، مثل إغلاق مضيق هرمز أو توقف الإمدادات النفطية من إيران، ستشهد الأسواق التداعيات الأسوأ، ولا سيما فيما يتعلق بإمدادات الخام وتوقعات التضخم».
لكن الخبير الاقتصادي محمد أبوسنينة قال إن «أي ارتفاع محتمل في أسعار النفط بسبب الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران يجب ألا يكون خادعا للسلطات المالية والنقدية في ليبيا أو زيادة الإنفاق العام في البلاد، لأنه سيكون ارتفاعا موقتا».
وتابع أبوسنينة: «كنتيجة للتصعيد العسكري في الشرق الأوسط، توقعات بارتفاع أسعار النفط الخام إلى أرقام قياسية غير مسبوقة قد تتجاوز الارتفاع الذي تحقق فعلياً بنسبة 7%، وفي حالة قيام السلطات الإيرانية بإغلاق خليج هرمز لا أستبعد أن تلامس أسعار النفط حاجز 100 دولار للبرميل».
– للاطلاع على العدد «500» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
محمد الشحاتي يحذر من «الانسياق للسراب»
أما الخبير النفطي محمد الشحاتي فقد حذر من «الانسياق للسراب»، معتبرا أن «العرض العالمي من النفط لا يزال كبيرا وأعلى نسبيا من الطلب حتى وإن توقف الإنتاج الإيراني».
وقال: «هناك مسألة حرية المرور في مضيق هرمز وهذه ستكون حاسمة للسوق وهي خطوة لها محاذير جسيمة تطال كل الأطراف ولا أظن أنها على طاولة اللعب حاليا»، وأضاف: «ليبيا تحتاج فقط من ناحية براغماتية إلى تعظيم مبيعاتها من النفط، وهذا قد يحتاج إلى اللجوء إلى بعض الاستثناءات الإنتاجية للفترة التي ستكون فيها الأسعار مرتفعة».
وحافظت منظمة «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العامين 2025 و2026، على الرغم من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، وفقا للتقرير الشهري للمنظمة الذي نُشر الإثنين، دون الإشارة إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.
تعول منظمة الدول المصدرة للنفط على نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في العام 2025، كما كان عليه الأمر الشهر الماضي.
وتقدّر المنظمة أن الاستهلاك سيكون 105.1 مليون برميل يوميا، وفقا لتقريرها الذي يعيد تقييم توقعاته شهريا بناء على التطورات الاقتصادية.
توقعات بنمو الطلب على النفط خلال 2025
وتتوقع دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن ينمو الطلب على النفط بحوالي 0.2 مليون برميل يوميا في العام 2025، بينما يُتوقع أن ينمو الطلب خارج منظمة التعاون والتنمية بأكثر من 1.1 مليون برميل يوميا خلال العام 2025.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط خلال العام 2026 بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا، مع نمو أقوى من دول خارج منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (1.2 مليون برميل يوميا مقابل 0.1 مليون برميل يوميا لمنطقة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي).
وقال الأمين العام لـ«أوبك» هيثم الغيص في مؤتمر «طاقة آسيا» في كوالالمبور بماليزيا «لقد وصل الطلب على النفط إلى مستويات قياسية جديدة كل عام». ولم يتطرق الأمين العام إلى مسألة تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط، بين إيران والاحتلال الإسرائيلي كما رفض الإجابة على أسئلة الصحافة حول التداعيات المحتملة على إمدادات الذهب الأسود.