بعد فقدان أبرز نقطة حدودية مع ليبيا، الجيش السوداني يتجه نحو موانئ ومطارات إريتريا.

بعد فقدان أبرز نقطة حدودية مع ليبيا، الجيش السوداني يتجه نحو موانئ ومطارات إريتريا.

بعدما فقد أجزاء من أهم منطقة حدودية مع ليبيا، في إطار صراعه مع قوات الدعم السريع، كشفت تقارير إثيوبية متطابقة لجوء الجيش السوداني إلى تأمين شحنات من الأسلحة عبر الأراضي الإريترية، شملت أنظمة مضادة للطائرات، وطائرات مسيّرة تركية وإيرانية، ما يغذي الحرب الطاحنة المندلعة منذ 2023.

وكشفت تقارير إثيوبية منها جريدتي «ذا ريبوتر» و«ستاندار ميديا» اتفاق مدير جهاز الأمن السوداني الأسبق صلاح قوش الذي أجرى زيارة إلى إثيوبيا في 16 مايو الماضي، مع الرئيس أسياس أفورقي على استخدام الموانئ والمطارات الإريترية كمنافذ لتمرير الأسلحة إلى القوات الحكومية السودانية والجهات المتحالفة معها.

وترى التقارير في وصول الطائرات المسيّرة إلى السودان التي شملت «بيرقدار ومهاجر-6» الإيرانية، مؤشرا على تعاظم الدعم العسكري الخارجي لقوات الجيش السوداني.

إعلام إثيوبي: شحنة أسلحة وصلت إلى بورتسودان عبر ميناء إريتري
وفي خرق لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر توريد السلاح إلى أطراف الصراع في السودان، أفادت الجريدتين بأن الشحنة الأخيرة من الأسلحة وصلت بالفعل إلى بورتسودان عبر ميناء إريتري.

وتزعم المصادر ذاتها أن التعاون بين أسمرا والخرطوم لم يعد مقتصرا على التهريب، بل تحول إلى استضافة طائرات حربية سودانية داخل المطارات الإريترية، ونشر قطع بحرية على الساحل السوداني، وتدريب مقاتلين من الحركات الدارفورية ضمن ما يُعرف بالقوة المشتركة العاملة في كردفان ودارفور.

ويخزن الجيش السوداني الأسلحة داخل أنفاق عسكرية جديدة جرى تشييدها خلال الأشهر الماضية، لحماية الطائرات المسيّرة وأنظمة الدفاع والرادارات الحديثة خاصة بعد استهداف عدد من المواقع العسكرية في المدينة بهجمات جوية منذ الرابع من مايو.

– قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا
– بالصور: نقل نازحين سودانيين من منطقة المثلث الحدودي إلى الكفرة
– سيطرة قوات الدعم السريع على «المثلث الحدودي» يشعل الحدود الليبية

جبهة جديدة من الصراع بين إريتريا وإثيوبيا
ويفتح هذا التنسيق جبهة جديدة من الصراع بين إريتريا وإثيوبيا، وسط إصرار أديس أبابا على حقها في الوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء «عصب»، وهو ما ترفضه إريتريا.

ولدى السودان حدود مشتركة مع سبع دول هي، إريتريا وإثيوبيا في الشرق، دولة جنوب السودان في الجنوب، وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد في الغرب، وليبيا في الشمال الغربي، ومصر في الشمال.

وأعلنت قوات «الدعم السريع» السودانية، الأسبوع الماضي تمكّنها من السيطرة على منطقة «المثلث» الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر.

واعتبرت الدعم السريع، في بيان، أن «السيطرة على هذه المنطقة خطوة نوعية سيكون لها ما بعدها على امتداد عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية، كما يُسهم هذا الانتصار في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية».

وبعدها أعلنت قوات الدعم السريع أمس الثلاثاء، السيطرة على منطقة «كرب التوم»، إحدى الواحات الثلاث الواقعة قرب سلسلة جبل العوينات في الولاية الشمالية السودانية والتي تمثل مسار إمداد من منطقة المالحة في شمال دارفور وحتى مليط، انطلاقًا من ليبيا.