هل تؤثر الكائنات الفضائية على مناخ كوكب الأرض؟

هل تؤثر الكائنات الفضائية على مناخ كوكب الأرض؟

من يراقب حركات الشمس والقمر والكواكب قد يظن أن نظامنا الشمسي مستقر، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن السكون. فكل جسم سماوي يؤثر ويتأثر، وحين تقترب نجمة مارقة من أطراف النظام الشمسي، يمكن أن تختل تلك التوازنات الدقيقة.

تعرف هذه الظاهرة بـ«المرور النجمي» أو «الاقتراب النجمي»، وهي، وفقا لدراسة نشرتها «يونيفرس توداي»، موضع جدل في أوساط العلماء حول إمكانية تسبب تلك الزيارات السماوية في تغيير مدار الأرض، أو أثّرت في مناخها.

أشهر تلك الحالات كان مرور «نجم شولتز» عبر سحابة أورت قبل 70 ألف سنة، وهي مستودع جليدي في أطراف النظام الشمسي يضم آلاف الكويكبات والمذنبات. ربما يكون النجم قد حرك بعضاً من تلك المذنبات، لكنها إن انطلقت نحونا، فلن تصل قبل ملايين السنين.

حاول العالمان «ريتشارد زيبه» و«ديفيد هيرنانديز» التحقق من هذا التأثير، واستناداً إلى نموذج متكامل للنظام الشمسي شمل القمر وجاذبيته، أجرى الباحثان 400 محاكاة تضمّنت 1800 مرور نجمي محتمل خلال آخر 56 مليون سنة.

– كوكب عملاق يدور حول نجم قزم يثير حيرة علماء الفلك
– اكتشاف مثير: نظام نجمي ثلاثي يضم ثقباً أسود

المفاجأة؟ لم يُظهر أي من هذه المروريات تأثيراً واضحاً في تغيرات مناخ الأرض، حتى تلك التي حدثت خلال فترة حرارية عظمى مثل «الحد الأقصى للحرارة في العصر الباليوسين-الإيوسين»، والتي شهدت ارتفاعاً عالمياً في درجات الحرارة بمقدار خمس إلى ثماني درجات مئوية.

القمر: عامل الاستقرار الأساسي
وعلى الرغم من أن أبحاثاً أخرى، مثل تلك التي أجراها العالمان «كايب» و«رايموند»، أشارت إلى احتمال تأثير النجوم المارّة عبر التداخل مع الكواكب الغازية، فإن الدراسة الجديدة أكدت أن عامل الاستقرار الأساسي كان القمر. إذ أن غيابه في النماذج السابقة قد يكون وراء تضخيم النتائج.

ويُنتظر أن يقترب نجم آخر هو «غليز 710» من سحابة أورت بعد 1.29 مليون سنة فقط، وربما يثير موجة من المذنبات، لكن هل سيؤثر ذلك في المناخ الأرضي؟ الإجابة تبقى مرهونة بدقة النماذج الفيزيائية.