مشاركة 40 دولة: التحديات التي يواجهها «معرض بازل للفنون» في دورته المقبلة

مشاركة 40 دولة: التحديات التي يواجهها «معرض بازل للفنون» في دورته المقبلة

يفتح معرض بازل للفنون  أبوابه أمام الجمهور، في دورته الجديدة للعام 2025 بعد غد الخميس، إلا أن تحديات عديدة تواجهه ، من بينها قدرته على جسّ نبض سوق الفن المعاصر، التي تأثرت سلبيا بالتوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.

ومعرض بازل للفنون (آرت بازل) هو معرض فني دولي سنوي يقام في ثلاث مدن: بازل، سويسرا؛ ميامي بيتش، الولايات المتحدة الأمريكية؛ وهونغ كونغ، الصين. ويركز المعرض على الفن المعاصر ويوفر منصة للفنانين والمعارض لعرض وبيع أعمالهم الفنية.

– «آرت بازل» ينطلق في قطر العام المقبل بشراكة ثقافية واستثمارية
– معرض استعادي لأعمال الرسام الفرنسي هنري ماتيس يُفتتح الأحد في بازل

وتجمع دورة بازل 2025 ، بحسب تقرير لوكالة «فرانس برس» ما يقرب من 290 عارضًا وجامعًا للأعمال الفنية من نحو 40 دولة، في ظل ظروف أقل ازدهارا، ورغم  تحقيق مبيعات تجاوزت 800 ألف دولار في العام الماضي، تشهد سوق الفن هذا العام انخفاضا ملحوظا في عائداتها.

انخفاض مبيعات سوق الفن
وبحسب تقرير أعدته شركة «آرتس إيكونوميكس» وبنك «يو بي إس» السويسري لمصلحة معرض بازل للفنون، ونقلته «فرانس برس»، انخفضت مبيعات سوق الفن 12% في العام 2024، بعد عامين من النمو القوي في 2021 و2022، مع ذلك، أظهرت السوق أولى علامات التباطؤ في وقت مبكر من العام 2023.
   
وقد أثر هذا الانخفاض بشكل رئيسي على دور المزادات، إذ تراجعت المبيعات 20%، بينما انخفضت مبيعات المعارض الفنية 6%.

وفي العام الماضي، تأثر الطلب سلبًا بحالة عدم اليقين التي كانت محيطة بعمليات انتخابية كثيرة، مما فاقم حالة الإرباك الاقتصادي، وأثّر تحديدا على الفئات الأعلى سعرا، ولا سيما الأعمال التي تزيد أسعارها على 10 ملايين دولار، بحسب التقرير.

تراجع الطلب على الأعمال الحديثة
وفي تصنيف لأكثر الفنانين المعاصرين الذين تدر مبيعات أعمالهم أموالًا في المزادات، تلاحظ شركة «هيسكوكس» للتأمين انخفاضًا في الطلب على الأعمال الحديثة. ففي العام 2024، انخفضت قيمة مبيعات الأعمال الفنية المُنجزة بعد عام 2000 بـ27%، مع تفضيل هواة الجمع الأعمال القديمة لفنانين مرموقين.

وقالت المسؤولة عن سوق الفن في شركة «هيسكوكس»، جولي هيوز، في تصريح لـوكالة « فرانس برس»: «هناك توجّه نحو الأصول الآمنة، وإعادة التموضع نحو أصول تبعث أكثر بالثقة»، مشيرة إلى أنّ «هواة الجمع يفضلون بشكل متزايد الأعمال التي يكونون أكثر ثقة بقيمة استثماراتهم فيها على حساب الفنانين الشباب».

كما تشير إلى «وجود حالة من الترقب والانتظار»، خاصة مع تزايد حالة عدم اليقين منذ بداية عام 2025، في ظل التوترات الجيوسياسية والتقلبات المحيطة بالرسوم الجمركية الأميركية.

وتقول جولي: «حاليا، هناك عدد أقل من المعاملات، لأنّ الجميع ينتظرون ماذا سيحدث».

لكل هذه العوامل، سيتابع خبراء سوق الفن معرض بازل عن كثب، نظرا إلى جودة القطع المعروضة فيه، وعمليات البيع الكبرى التي تُجرى به، حتى عندما يضعف باقي السوق.
يذكر أن المعرض سيستقبل في البداية كبار جامعي الأعمال الفنية، ثم يفتح أبوابه للعامّة من 19 إلى 22 يونيو، وفي العام الماضي، زار المعرض 91 ألف شخص.