آرمين فان بورن: الذكاء الاصطناعي أداة مدهشة، لكن لا يمكن الاستغناء عن الإنسان في عالم الموسيقى

آرمين فان بورن: الذكاء الاصطناعي أداة مدهشة، لكن لا يمكن الاستغناء عن الإنسان في عالم الموسيقى

عبّر نجم موسيقى الترانس العالمي آرمين فان بورن عن رؤيته العميقة لمستقبل الموسيقى في ظل الثورة التكنولوجية، مشدّدًا على أهمية العنصر البشري في الإبداع الموسيقي رغم صعود الذكاء الصناعي.

وجاء حديث الملحن الهولندي، إلى وكالة «فرانس برس» الذي يُعتبر من أبرز منسقي الموسيقى الإلكترونية في العالم على مدى أكثر من عقدين، خلال زيارته إلى باريس لإحياء حفلة موسيقية حصرية على شرفة مركز بومبيدو، بدعوة من منصة البث «ديزر»، وذلك قُبيل إصداره الجزء الثاني من ألبومه التاسع «Breathe» المرتقب في 27 يونيو.

وعلى الرغم من جدول حفلاته المزدحم، من إيبيزا إلى باريس، أكد فان بورن (48 عامًا) أنه يتعامل مع حياته كمحترف رياضي، قائلاً: «لم أعد أعتبر عملي مجرد هواية، بل أتعامل معه كرياضة عالية المستوى. لا كحول، لا مخدرات. أمارس الرياضة وأتناول طعامًا صحيًا. في العشرينات كان يمكنني تحمّل الإرهاق، أما الآن، فأنا واقعي وأدرك أهمية العناية بجسدي كي أستمر في هذا المجال سنوات أطول».

وحول ألبومه الجديد، أوضح فان بورن أنه يمثّل انعكاسًا لموسيقاه خلال العامين الماضيين، مضيفًا: «أشعر أنني في مكان أفضل حاليًا. عانيت سابقًا من فقدان التوازن بسبب كثرة الحفلات، لكنني اليوم أخصّص وقتًا لنفسي ولعائلتي».

وتطرق فان بورن إلى دور الذكاء الصناعي في الموسيقى، معتبرًا إياه «أداة رائعة» تسهّل إنتاج الأصوات وتوليد الأفكار، لكنه شدّد على ضرورة تنظيم استخدامه، قائلاً: «من غير العادل أن يجري تدريب أنظمة الذكاء الصناعي على أعمال مبدعين سابقين ثم تُسجّل النتائج باسم أشخاص لم يبدعوا شيئًا بأنفسهم. يجب احترام إرث من ساهموا في بناء الصناعة منذ السبعينات».

– القطاع الموسيقي في مواجهة تحديات الذكاء الصناعي.. إلى أين؟
– تطبيق جديد لتمكين الفنانين من مواجهة الذكاء الصناعي

وأشار إلى أن تطور البرامج جعل إنتاج الموسيقى اليوم أسهل من أي وقت مضى، مضيفًا: «حتى لو أصدرت مقطعًا موسيقيًا رائعًا، لا أضمن أن يحقق النجاح. هناك وفرة هائلة في الإنتاج، والذكاء الصناعي يزيد من التحديات».

 لا بديل عن التفاعل الإنساني
وعلى الرغم من كل ذلك، يرى فان بورن أن الآلة لن تحل محل الإنسان في الموسيقى: «عندما يخرج الناس لحضور حفلة، فهم يريدون رؤية شخص حقيقي يعبّر عن مشاعرهم. الذكاء الصناعي لا يمكنه أن يستبدل الدي جي الذي يتفاعل مع الجمهور ويمسك بالميكروفون ويخلق الأجواء»

وعند سؤاله عن رأيه بالموسيقى الإلكترونية الفرنسية، أبدى احترامًا كبيرًا لرموزها قائلاً: «جان ميشال جار كان له دور كبير في ترسيخ مكانة المزج الإلكتروني كفن قائم بذاته. ومع فنانين مثل Daft Punk وديفيد غيتا وبوب سينكلار، استطاعت فرنسا أن تضع بصمتها الواضحة في هذا المشهد».

وختم النجم الهولندي بالقول: «لولا أجواء باريس، وثقافتها، ونواديها، لكانت الموسيقى الإلكترونية مختلفة تمامًا».