تجمع بشري ضخم.. أكثر من 420 ألف شخص يساهمون في خدمة ضيوف الرحمن

الوئام – خاص
تشير الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الحج والعمرة لإنجاح موسم الحج 1446 هـ، إلى دلالات عميقة وواسعة النطاق تعكس التزام المملكة ونهجها في إدارة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
وتؤكد هذه الجهود أن خدمة الحجاج والمعتمرين هي أولوية وطنية قصوى للمملكة ، تتجاوز مجرد التنظيم اللوجستي لتصل إلى جوهر الرعاية الروحية والإنسانية، حتى يعود ضيوف الرحمن إلى بلدانهم محملين بذكريات رائعة حول هذه الزيارة.
تخطيط مبكر واتفاقيات واسعة
بدأت الترتيبات الأولية لموسم الحج 1446 هـ، مباشرة بعد انتهاء موسم الحج السابق، وقد شملت هذه الترتيبات توقيع أكثر من 670 اتفاقية، لتعميق الشراكات الاستراتيجية مع مختلف الجهات لتقديم أفضل الخدمات.
وتهدف الخطط التي وضعتها الوزارة، تسهيل رحلة ضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى مكة المكرمة ثم تصعيدهم إلى منى وعرفات، وصولًا إلى نفرة الحجيج من صعيد عرفات ثم مشعر مزدلفة وانتهاء برمي الجمرات وطواف الإفاضة، واكتمال النسك على الوجه الأكمل، لأكثر من 1.6 مليون حاج خلال هذا الموسم.
فريق عمل ضخم
وإيمانًا من المملكة بأهمية إعداد الكوادر البشرية الوطنية، فقد شارك في تنفيذ خطط الحج أكثر من 420 ألف شخص منهم 94 ألف من وزارة الحج للإشراف على تفويج الحجاج ، مما يعكس التعبئة البشرية الكبيرة لخدمة ضيوف الرحمن.
وقد اكتسبت الكوادر السعودية خبرات طويلة في التعامل مع ضيوف الرحمن، وإدارة الحشود بكل يسر وسهولة، وتقديم خدمات راقية تعكس مكانة المملكة وريادتها في خدمة الإسلام والمسلمين.
رقابة صارمة على المساكن
ولضمان التنفيذ التام للخطط الموضوعة سلفًا، قام مركز “امتثال” التابع للوزارة بتنفيذ 62 ألف جولة ميدانية وتفتيشية على مساكن الحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وشهدت مساكن الحجاج تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، سواء من حيث التصميم والإنشاء والمواد المستخدمة لمقاومة الحرائق والحرارة، مع استمرار جولات الرقابة والتفتيش للتأكد من تطبيق المعايير والاشتراطات الأمنية.
وقد أسفرت هذه الجولات عن تحقيق نسبة امتثال عالية من شركات مقدمي الخدمة تجاوزت أكثر من 97%، مما يضمن مطابقة المساكن للمعايير والاشتراطات الصحية والأمنية.
زيادة الطاقة التشغيلية للمطاف
ولاستيعاب أكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن تم بالتعاون مع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، رفع جاهزية صحن المطاف لتبلغ طاقته التشغيلية 107 آلاف طائف في الساعة. وهذا الرقم يعكس التطور المستمر في إدارة الحشود وتحسين انسيابية حركة الطواف، ويتماشى مع خطط وبرامج رؤية 2030 في استيعاب 30 مليون حاج ومعتمر.
خدمات ميدانية
ولتعزيز تجربة الحاج، قدمت مراكز “نسك عناية” الميدانية في المشاعر المقدسة خلال أيام التشريق الدعم الإنساني واللغوي والصحي. وقد بلغ عدد هذه المراكز والنقاط المتجولة 239 مركزًا ونقطة، تعمل على مدار الساعة وتقدم الخدمات بأكثر من 11 لغة، فيما وصل عدد الخدمات المقدمة عبر هذه المراكز إلى أكثر من 800 ألف خدمة.
الكفاءة وسرعة الاستجابة
أما مركز الاتصال (1966) فقد تعامل مع أكثر من 310 آلاف خدمة، بمعدل سرعة رد قياسي، بلغ 3 ثوانٍ فقط، مما يدل على كفاءة الاستجابة لاستفسارات وتساؤلات الحجاج.