تقنيات حديثة تعزز الاستعداد.. ميناء نيوم يستقبل أول الرافعات الآلية.

استقبل ميناء نيوم، مركز الخدمات اللوجستية المتكامل في “أوكساچون”، أول شحنة من الرافعات الجسرية المؤتمتة بالكامل (STS)، التي تُدار عن بُعد، والمخصصة لمناولة الحاويات والبضائع من السفن إلى الأرصفة.
وتضمنت الشحنة أيضًا رافعات جسرية إلكترونية مزوّدة بإطارات مطاطية (eRTG)، في سابقة هي الأولى من نوعها في المملكة.
ومن شأن هذه المعدات المتطورة أن تُحدث نقلة نوعية في عمليات المناولة بالميناء، بفضل دقتها العالية وسرعتها في التشغيل، ما يعزّز كفاءة الأداء ويدعم مكانة الميناء كمركز عالمي للتجارة الذكية والمستدامة.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا أساسيًّا من استراتيجية الأتمتة الكاملة لميناء نيوم، إذ تتيح الرافعات الجديدة تنفيذ عمليات مناولة ضخمة وفعّالة بيئيًا، في حين يوفر التحكم عن بُعد بيئة تشغيل آمنة ومريحة للكوادر البشرية، مما يعكس نموذجًا مستقبليًا لوجستيًا متكاملًا.
ويأتي وصول هذه المعدات تزامنًا مع تسارع أعمال تطوير الميناء، تمهيدًا لافتتاح محطة الحاويات المتقدمة رقم (1) في عام 2026، والتي ستعتمد على نظام نقل أفقي مؤتمت بالكامل، ضمن خطة شاملة تهدف إلى تحويل ميناء نيوم إلى منظومة لوجستية ذكية وذاتية التشغيل.
ومع بدء تشغيل هذه التقنيات، يُتوقع أن تتضاعف الطاقة التشغيلية للميناء، مما يعزز من قدراته في دعم القطاع الصناعي المحلي، ويوسع نطاق وصوله إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى تحسين مرونة وكفاءة سلاسل الإمداد وفتح آفاق أعمال جديدة في المنطقة.
وأُنجز حتى الآن إنشاء رصيف بطول 900 متر، مع تعميق قناة الميناء إلى 18.5 مترًا، بما يتيح استقبال أكبر السفن العابرة لقناة السويس.
ويتميز ميناء نيوم بموقع إستراتيجي على البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا عالميًّا، ليشكل بذلك بوابة حيوية للتجارة بين الشرق والغرب.
وأكد شون كيلي، المدير العام لميناء نيوم، أن “وصول الرافعات الآلية يمثل نقطة تحول رئيسية في مسيرتنا نحو بناء ميناء متطور ومهيأ للمستقبل.
ولن يقتصر أثره على تسريع النمو الصناعي شمال غرب المملكة فحسب، بل سيعزز أيضًا موقع الميناء كبوابة رئيسة للتجارة في المنطقة، واضعًا معايير جديدة للأداء والكفاءة والابتكار”.
وفي موازاة تطوير البنية التحتية، يعمل الميناء على تمكين الكفاءات الوطنية، إذ أطلق برنامجًا تدريبيًا متخصصًا للفتيات السعوديات، يؤهلهن لتولي وظائف تقنية متقدمة، من بينها تشغيل الرافعات عن بُعد.
ويشارك حاليًا عشرة متدربين من منطقة تبوك في برنامج مكثف يمتد لعامين، يجمع بين التدريب التقني والتطبيقي والتوجيه المهني.
وقالت المتدربة هاجر العطاوي: “أدركت من خلال هذه التجربة أن لوجستيات الموانئ تتجاوز مجرد نقل الحاويات، فهي منظومة متكاملة تتطلب دقة وتنسيقًا عاليين. وأنا فخورة بأن أكون ضمن فريق يرسم ملامح مستقبل أكثر شمولية لهذا القطاع”.
ويأتي هذا التوجه في إطار التزام ميناء نيوم بتطوير رأس المال البشري المحلي، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى بناء منظومة صناعية متنوعة، مستدامة، ومبنية على الابتكار، تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية شاملة.