أوكرانيا تشن أكبر هجوم بالطائرات المسيرة ضد روسيا.. وزيلينسكي: حققنا النجاح بعد 18 شهراً من التجهيز.

في تصعيد لافت عشية جولة جديدة من محادثات السلام، شنت أوكرانيا أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة منذ بداية الحرب، مستهدفة قواعد عسكرية روسية في عمق سيبيريا، بينها مواقع تُستخدم لتشغيل قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية.
وأكد مسؤول في الاستخبارات الأوكرانية أن العملية نُفذت بواسطة مسيّرات محمّلة بالمتفجرات أُخفيت داخل أسطح أكواخ خشبية ونُقلت على شاحنات إلى محيط القواعد المستهدفة، مشيرًا إلى إصابة 41 طائرة حربية روسية. ووصفت كييف هذا الهجوم بـ”الأطول مدى” في تاريخ العمليات العسكرية الأوكرانية، إذ تجاوزت المسافة بين موقع التنفيذ وخطوط الجبهة 4300 كيلومتر.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشاد بالعملية، وكتب عبر “تيليغرام”: “نتيجة مذهلة… من تنفيذ أوكرانيا بشكل كامل”، مؤكدًا أن التخطيط استغرق أكثر من عام ونصف. وفي خطابه الليلي، كشف زيلينسكي أن الهجوم استُخدم فيه 117 مسيّرة، وألحق “خسائر ملموسة” بالقوات الروسية.
من جهتها، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بتعرض قواعدها الجوية في خمس مناطق لهجمات مسيّرة، مؤكدة التصدي لغالبية المسيرات، مع تسجيل أضرار في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك حيث اشتعلت النيران في عدد من الطائرات نتيجة “إطلاق مسيرات من مواقع قريبة من القواعد”، وفق تعبيرها. وأشارت إلى إخماد الحرائق دون سقوط ضحايا، والإيقاع بعدد من المنفّذين.
في المقابل، صعّدت روسيا أيضًا من وتيرة هجماتها، إذ أطلقت 472 طائرة مسيّرة و7 صواريخ على أوكرانيا في ليلة واحدة، وهو العدد الأكبر منذ اندلاع الحرب، بحسب سلاح الجو الأوكراني. كما أعلن الجيش الروسي تحقيق تقدّم ميداني في منطقة سومي، فيما أظهرت خرائط موالية لكييف أن موسكو سيطرت على نحو 450 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية خلال شهر مايو، في أسرع وتيرة اختراق منذ ستة أشهر.
تزامنًا مع هذا التصعيد، أعلن زيلينسكي أن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف سيمثّل بلاده في الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة مع روسيا في إسطنبول، والمقررة يوم الإثنين، بعد أيام من الشكوك حول مشاركة كييف.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد أسفرت عن أكبر عملية تبادل أسرى حتى الآن، لكنها لم تحقق أي اختراق سياسي حقيقي.
وفي تطور لافت، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من لهجته، مطالبًا الطرفين بالتوصل إلى اتفاق سلام، مهددًا بـ”الانسحاب من الملف” في حال استمرار النزاع، مما قد ينقل عبء الدعم الأوكراني إلى القوى الأوروبية ذات القدرات المحدودة مقارنة بواشنطن.
وبحسب مبعوث ترمب، الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، سيقدّم الطرفان في إسطنبول وثائق تتضمن رؤيتهما لمستقبل الاتفاق، رغم اتساع الهوة بين موقفي موسكو وكييف بعد ثلاث سنوات من الحرب المستعرة.
وكان بوتين قد عرض في يونيو 2024 وقفًا فوريًا لإطلاق النار، بشرط انسحاب أوكرانيا من أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيًا والتخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف الناتو.
لكن مسودة الوثيقة الأوكرانية، التي اطّلعت عليها وكالة “رويترز”، تتضمن شروطًا مغايرة تمامًا، من بينها عدم الاعتراف بالسيادة الروسية على أي أراضٍ أوكرانية، ورفض فرض أي قيود على تسليح الجيش الأوكراني بعد التسوية، بالإضافة إلى المطالبة بتعويضات.
وتقترح الوثيقة أن تُبنى المفاوضات بشأن الحدود على أساس خطوط التماس الحالية، في وقت تسيطر فيه روسيا على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، أي ما يعادل 113 ألف كيلومتر مربع تقريبًا.