علاج جيني جديد للخشونة في الركبة يُظهر نتائج إيجابية.

أعلن باحثون من مستشفى “مايو كلينك” بالولايات المتحدة عن نتائج أول تجربة سريرية على البشر لعلاج جيني مبتكر لمرض خشونة الركبة، وهو المرض المزمن الذي يؤثر على أكثر من 32.5 مليون بالغ في أمريكا وحدها.
ويعتمد العلاج الجديد على آلية ثورية تتمثل في تحويل خلايا مفصل الركبة إلى مصانع مستدامة لإنتاج بروتينات مضادة للالتهاب، بدلاً من الاعتماد على الحقن الدوائية التقليدية التي تفقد فعاليتها سريعًا بعد التسريب من المفصل.
وبحسب النتائج المنشورة في دورية “Science Translational Medicine”، فإن العلاج الجيني استطاع تحقيق نتائج واعدة من حيث الأمان وفعاليته المحتملة. حيث خضع تسعة مرضى للعلاج عبر حقنه مباشرة في مفصل الركبة، ما أدى إلى ارتفاع مستويات بروتين (IL-1Ra) – وهو بروتين طبيعي يثبط أحد الجزيئات المسؤولة عن الالتهاب وتآكل الغضاريف – وظلت مستوياته مرتفعة لأكثر من عام.
وأبلغ المرضى عن انخفاض ملموس في الألم وتحسّن في الحركة دون تسجيل آثار جانبية خطيرة، ما يعزز فرص الانتقال إلى مراحل أكثر تقدمًا من التجارب السريرية.
ويُعد هذا التطور إنجازًا مهمًا في مسيرة علاج خشونة المفاصل، خاصةً وأن العلاجات الحالية لا توفّر حلولًا طويلة المدى وتقتصر على تخفيف الأعراض.
وكان الفريق العلمي قد بدأ تطوير هذا العلاج منذ عام 2000، باستخدام فيروس آمن من نوع AAV لنقل الجين العلاجي إلى الخلايا. ورغم النجاح المبكر على الحيوانات، تأخرت التجارب البشرية لأسباب تنظيمية وتصنيعية، قبل أن يتمكن فريق “مايو كلينك” أخيرًا من تسريع مسار التجارب.
ويأمل الباحثون في أن تمهّد نتائج المرحلة الأولى الطريق نحو إجراء تجارب أوسع في المرحلتين الثانية والثالثة لتقييم فاعلية العلاج بدقة، مع احتمال طرحه سريريًا خلال السنوات القليلة المقبلة في حال اجتيازه لهذه المراحل بنجاح.