مايكروسوفت تعلن رسمياً إنهاء نظام Windows 11 SE بعد عدم نجاحه في منافسة أجهزة “كروم بوك”

مايكروسوفت تعلن رسمياً إنهاء نظام Windows 11 SE بعد عدم نجاحه في منافسة أجهزة “كروم بوك”

أعلنت شركة مايكروسوفت عن قرارها إيقاف دعم نظام التشغيل Windows 11 SE بحلول أكتوبر 2026، لتطوي بذلك صفحة واحدة من محاولاتها المتكررة لمنافسة نظام Chrome OS من غوغل في سوق الأجهزة التعليمية منخفضة التكلفة.

النظام، الذي ظهر لأول مرة عام 2021 مع أجهزة مثل Surface Laptop SE بسعر 249 دولارًا، صُمم خصيصًا للمدارس بهدف منع انتقالها إلى أجهزة “كروم بوك”. إلا أن الإقبال لم يكن بالمستوى المأمول، في ظل اعتماد النظام على تطبيقات الويب التقدمية (PWA) وتقييد استخدام التطبيقات التقليدية (Win32)، الأمر الذي أثار استياء إدارات تكنولوجيا المعلومات والمعلمين.

مايكروسوفت أوضحت في بيانها أن الأجهزة العاملة بـ Windows 11 SE ستتوقف عن تلقي التحديثات الأمنية والدعم الفني بعد التاريخ المحدد، داعية المستخدمين إلى الانتقال لإصدارات أخرى من Windows 11 لضمان استمرار الحماية. كما أكدت أن تحديث 25H2 القادم لن يُطرح لهذا النظام، ما يعني بقاء الأجهزة على نسخة 24H2 حتى نهاية الدعم.

عدد من الشركات المصنعة مثل HP، Dell، Lenovo، Acer، Asus شاركت في إنتاج أجهزة بنظام Windows 11 SE، لكن النتائج لم تُحقق الانتشار المرجو، خاصة مع صعوبة إقناع المدارس بالتخلي عن “كروم بوك” الذي رسخ مكانته لسنوات.

الخطوة تأتي بعد تقارير عدة، من بينها تحذيرات شركة Gartner العام الماضي، أشارت إلى أن أجهزة “كروم بوك” بدأت بالفعل بفقدان حصتها السوقية بسبب محدودية قاعدة عملائها وضعف جودة التصنيع مقارنة بأجهزة الحواسيب التقليدية.

تاريخيًا، حاولت مايكروسوفت مرارًا دخول هذا القطاع. ففي السابق قدمت وضعية Windows 10 S Mode التي تسمح فقط بتنزيل التطبيقات من متجر مايكروسوفت، لكنها فشلت بسبب قلة التطبيقات المتاحة. التحدي نفسه تكرر مع Windows 11 SE الذي وضع قيودًا مشابهة.

القرار يكشف عن إدراك مايكروسوفت لصعوبة منافسة غوغل في سوق الأجهزة التعليمية، خصوصًا أن الأخير يوفّر نظامًا متكاملاً منخفض التكلفة وسهل الإدارة. لكن في المقابل، تركز مايكروسوفت الآن على ترسيخ Windows 11 كخيار أساسي معزز بالذكاء الاصطناعي في سوق الحواسيب الشخصية.

ويرى محللون أن التخلي عن Windows 11 SE قد يمنح الشركة فرصة لإعادة توجيه استراتيجيتها نحو تحسين تجربة الطلاب عبر الحلول السحابية وخدمات Microsoft 365 بدلًا من محاولة منافسة “كروم بوك” بشكل مباشر.

بهذا القرار، تُغلق مايكروسوفت فصلًا جديدًا من محاولاتها المتعثرة في سوق الحواسيب التعليمية، لتعود للتركيز على نقاط قوتها التقليدية، حيث تبقى المنافسة الحقيقية قائمة في سوق أنظمة التشغيل المكتبية والشركات، بعيدًا عن أجهزة المدارس منخفضة التكلفة.