رئيس وزراء كندا الأسبق: بوتين يمثل الشر وترمب يرى أن الجميع يحتاجون إلى أمريكا

في هجوم لاذع، وصف رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “شرير حقيقي” و”رجل شرير” ستقود سياساته روسيا حتمًا إلى الفقر والفوضى.

جاءت هذه التصريحات القوية خلال جلسة رئيسية في مؤتمر تشريعي بمدينة ساسكاتون الكندية، حيث قدم هاربر رؤيته لأحد أقوى الخصوم الذين واجههم على الساحة.

وقد أوضح هاربر، في معرض إجابته عن سؤال حول القائد العالمي الذي ترك لديه أقوى انطباع، أنه على الرغم من اعترافه بذكاء بوتين وقدرته على العمل الجاد وخبرته النفسية العميقة في استغلال نقاط ضعف الآخرين، إلا أنه “رجل شرير”.

وأضاف: “لقد أخذ ديمقراطية ناشئة وأعادها إلى نظام استبدادي”.

ولم يخلُ حديث هاربر من السخرية اللاذعة، حيث قال مازحًا: “أنا لا أقبل منه شرابًا أو أي شيء من هذا القبيل”، في إشارة واضحة إلى الاتهامات الموجهة للحكومة الروسية بتسميم معارضيها، مثل أليكسي نافالني الذي توفي في سجن روسي ناءٍ العام الماضي.

العلاقة المتوترة تاريخيًا

تعود جذور العلاقة المتوترة بين هاربر وبوتين إلى أكثر من عقد، وبلغت ذروتها في عام 2014 عندما واجه هاربر الرئيس الروسي مباشرة بشأن احتلال شبه جزيرة القرم، حيث طالبته وسائل الإعلام الأسترالية آنذاك بـ”الخروج من أوكرانيا” خلال قمة مجموعة العشرين.

واعترف هاربر في المؤتمر بأن علاقتهما “كانت سيئة بشكل ملحوظ بحلول النهاية، وكان ذلك متعمدًا من جانبي”.

انتقاد للسياسة الأمريكية

وفي سياق آخر، وجه هاربر انتقادات لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيرًا إلى أن الكنديين يشعرون بمزيج من “الغضب والحيرة” تجاه تصرفات واشنطن.

وقال إن إدارة ترمب تعمل بمبدأ “الجميع يحتاج إلى أمريكا، لكن أمريكا لا تحتاج إلى أحد. وهذا ببساطة غير صحيح”.

ورغم إقراره بحق واشنطن في معالجة تحدياتها التجارية، انتقد هاربر منطق “إعلان حرب تجارية على 200 دولة أخرى في نفس الوقت”، مؤكدًا أن هذا ليس الأسلوب الأمثل لتحقيق تقدم على المدى الطويل.

وحذر كندا من الاعتماد الكلي على علاقتها مع الولايات المتحدة، داعيًا إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي، وهو ما أقر بضرورته رغم الانتقادات التي واجهتها حكومته سابقًا لخفضها ميزانية الدفاع.