وزير الخارجية الفرنسي: لا خيار سوى حل الدولتين

أكدت فرنسا، خلال المؤتمر الأممي الذي يُعقد في نيويورك برئاستها المشتركة مع المملكة، أن “لا بديل” عن حل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشددةً على أن هذا الحل هو الوحيد الكفيل بتلبية تطلعات الشعبين في السلام والأمن.
جاء هذا التأكيد على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، حيث قال: “وحده الحل السياسي القائم على دولتين سيساعد في الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش في سلام وأمن. لا يوجد بديل آخر”.
يأتي المؤتمر بعد أيام من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، وسط مؤشرات على أن دولًا أوروبية أخرى قد تحذو حذوه.
أوضح الوزير بارو أن عددًا من هذه الدول ستُعلن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال فعاليات المؤتمر، دون الإفصاح عن أسمائها.
ومن جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، خلال كلمته، المجتمع الدولي إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، مؤكدًا ضرورة نشر قوة دولية للمساعدة في ضمان قيام الدولة، في ظل ما وصفه بالانسداد السياسي والميداني المتفاقم.
وبحسب وكالة “فرانس برس”، فإن 142 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف حاليًا بدولة فلسطين، فيما تأمل باريس في أن تلحق بريطانيا بركب الدول المعترفة، رغم تأكيد رئيس وزرائها، كير ستارمر، أن الاعتراف “يجب أن يكون جزءًا من خطة أوسع”.
ويُعقد المؤتمر في توقيت بالغ الحساسية، على خلفية استمرار الحرب في غزة منذ أكثر من 21 شهرًا، والتوسع المتزايد في بناء المستوطنات الإسرائيلية، ما يهدد فعليًا فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وفي هذا السياق، قال بارو: “احتمال قيام دولة فلسطينية لم يكن يومًا مهددًا كما هو اليوم، كما لم يكن ضروريًا إلى هذا الحد”.
ويركز المؤتمر على أربعة محاور رئيسية: تسريع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وإصلاح السلطة الفلسطينية، ونزع سلاح حركة حماس وإبعادها عن الحياة العامة الفلسطينية، وتوسيع جهود تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. ولفت بارو إلى أن الدول العربية المشاركة ستصدر ولأول مرة بيانًا يدين حماس ويدعو إلى نزع سلاحها.
يُشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة لم تشاركا في المؤتمر، الذي يُعقد في ظل ضغوط دولية متزايدة على تل أبيب لوقف الحرب في غزة، مع تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية، رغم إعلان إسرائيل عن “هدنات تكتيكية” في بعض مناطق القتال.