تصاعد الصراعات بين تايلاند وكمبوديا وتحذيرات من خطر على استقرار جنوب شرق آسيا

تصاعد الصراعات بين تايلاند وكمبوديا وتحذيرات من خطر على استقرار جنوب شرق آسيا

دخل الصراع العسكري بين تايلاند وكمبوديا يومه الثالث وسط تصاعد في العمليات العسكرية وتوسّع ساحة الاشتباكات على طول الحدود المشتركة بين البلدين، في أعنف مواجهة تشهدها المنطقة منذ 14 عامًا، أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا.

ووفقًا لتقارير ميدانية، شهدت محافظة “ترات” التايلاندية، على بُعد نحو 200 ميل جنوب موقع الاشتباكات الأول قرب معبد “براسات تا موين ثوم”، هجومًا متبادلًا بين قوات البلدين فجر السبت. وقد أعلنت القوات البحرية التايلاندية، التي تشارك في الدفاع البري بالمنطقة، صد الهجوم الكمبودي خلال نصف ساعة فقط من بدايته.

في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الكمبودية القوات التايلاندية بتوسيع رقعة القتال عبر قصف عدة مناطق في محافظة “بورسات” الكمبودية، المجاورة لـ”ترات”. وتحدثت المتحدثة الكمبودية “مالي سوشيتا” عن “غزو تايلاندي” طال محافظات كمبودية أخرى مثل “بانتي ميانشي”، مشيرة إلى ظهور دبابات تايلاندية قرب سوق “رونغ كليوا”، أحد أكبر الأسواق في المنطقة الحدودية.

الاشتباكات دفعت بأكثر من 131 ألف شخص في تايلاند إلى النزوح من المناطق الحدودية، بحسب السلطات، فيما أُجبر 35 ألفًا في كمبوديا على مغادرة منازلهم، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الصراع وتعقيد مساعي التهدئة.

وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، تبادل الجانبان الاتهامات بالتصعيد، في حين عرضت كل من الولايات المتحدة، والصين، وماليزيا – التي ترأس حاليًا رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) – التوسط في مفاوضات وقف إطلاق النار. وأعربت ماليزيا عن أملها في التوصل إلى اتفاق “سريع وغير مشروط”، فيما أعلنت تايلاند قبولها ذلك “مبدئيًا”، لكنها اتهمت كمبوديا بمواصلة “الهجمات العشوائية”.

وبينما نفت كمبوديا اتهامات بانخراطها في استخدام نظام الصواريخ التايلاندي “PHL-03″، وصفته بأنه “أخبار مزيفة”، أغلقت في المقابل مجالها الجوي فوق المناطق المتأثرة بالاشتباكات.

وتزامن التصعيد مع تصاعد خلاف سياسي شخصي بين رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق ثاكسين شيناواترا، ورئيس الوزراء الكمبودي الفعلي هون سين، حيث تبادلا الاتهامات بشكل علني، مما ألقى بظلاله على مسار التهدئة. وقال هون سين إن ما يحدث “انتقام شخصي يُكلف الشعوب ثمنًا باهظًا”، فيما ردّ شيناواترا واصفًا هون سين بـ”المهووس بالشبهات والدافع للنزعة القومية”.

وفي ظل هذه التطورات، ترتفع المخاوف من أن يؤدي الصراع إلى تهديد الأمن والاستقرار في كامل منطقة جنوب شرق آسيا، كما حذر سفير كمبوديا لدى الأمم المتحدة، تشيا كيو، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت أمام خطورة الموقف.