تسلا تركز على المستقبل رغم الأرقام، وول ستريت غير مقتنعة

تسلا تركز على المستقبل رغم الأرقام، وول ستريت غير مقتنعة

رغم تراجع مبيعات تسلا للربع الثالث على التوالي وتقلص أرباحها، لم تحظَ هذه الأرقام بأي اهتمام يُذكر خلال مكالمة الشركة مع المحللين لمناقشة نتائج الربع الثاني. إذ اختار الرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، تحويل دفة الحديث نحو المستقبل، مركزًا على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، في حين تجاهل تمامًا أداء تسلا في سوق السيارات.

ورغم أن ماسك أقرّ بأن الشركة تمر بـ”مرحلة انتقالية غريبة” قد تمتد لعدة أرباع صعبة، خاصة بعد فقدان دعم حكومي بقيمة 7500 دولار للمشترين الأمريكيين اعتبارًا من أكتوبر، لم يتطرق إلى تفاصيل حول كيفية تعافي الشركة من هذا التحدي.

وبدلًا من مناقشة المبيعات أو الخطط الواقعية لمعالجة التباطؤ، تحدث ماسك بإسهاب عن طموحات تسلا المستقبلية، كإنتاج مليون روبوت بشري (Optimus) وسيارات ذاتية القيادة بالكامل وروبوتاكسيات. الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى القول إن الشركة باتت تراهن على الخيال أكثر من الوقائع.

وقال المحلل ويليام شتاين من “ترويست” إن تسلا قدمت “القليل جدًا من التفاصيل بشأن الأمور الجوهرية”، مشيرًا إلى أن التوقعات المستقبلية باتت تعتمد أكثر على التخيل منها على أهداف قابلة للتحقق.

حتى دان آيفز، أحد أبرز مؤيدي تسلا في وول ستريت، وصف أداء الإدارة في المكالمة بأنه “مخيّب للآمال”، رغم احتفاظه بنظرته الإيجابية على المدى الطويل. وعلق قائلًا: “كان هناك نقص واضح في الشفافية والتفاصيل، وهذا لعب دورًا في موجة البيع التي شهدناها”.

وبالفعل، فقد سهم تسلا أكثر من 8% من قيمته يوم الخميس، في إشارة إلى أن وول ستريت لم تعد مقتنعة بالكامل بخطاب “المستقبل المشرق” في ظل مشاكل آنية لم تُحل بعد.

وحذر المحلل الشهير غوردون جونسون من أن تسعير سهم تسلا لم يعد يستند إلى مبيعات السيارات، بل إلى وعود بمستقبل ذاتي القيادة يزداد غموضًا يومًا بعد يوم. وأضاف: “أفضل طريقة لإقناع السوق أنك لست مجرد شركة سيارات؟ لا تتحدث عن السيارات أصلًا”.