خطر قريب: تقليص مزايا الضمان الاجتماعي يهدد كبار السن في أمريكا

خطر قريب: تقليص مزايا الضمان الاجتماعي يهدد كبار السن في أمريكا

يواجه المتقاعدون الأمريكيون احتمالاً مرعباً بخفض حاد في مزايا الضمان الاجتماعي قد يصل إلى 24% بحلول نهاية عام 2032، وهو ما يعادل انخفاضًا سنويًا يُقدَّر بـ18 ألف دولار للزوجين المتقاعدين، وفق تحليل جديد صادر عن “لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة”.

انهيار وشيك لصندوق الثقة

تشير التقديرات إلى أن صندوق الثقة التابع للضمان الاجتماعي، والذي يعتمد على الضرائب التي تُجبى من المواطنين العاملين، يقترب من النفاد خلال سبع سنوات فقط. ومنذ عام 2021، بدأ الصندوق في السحب من احتياطياته لتغطية الالتزامات، وهو ما يهدد بفرض نظام “الدفع عند الاستلام” بمجرد نضوب تلك الاحتياطيات.

التحليل يحذر من أن خفض المزايا سيؤدي إلى مضاعفة معدل الفقر بين كبار السن، فضلًا عن تقليص الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بسبب تقليص محتمل بنسبة 11% في مدفوعات برنامج “ميديكير” للمستشفيات.

تُعزى التسارع في استنزاف الصندوق جزئيًا إلى التخفيضات الضريبية التي جاءت ضمن ما يسمى “مشروع القانون الكبير والجميل”، الذي أقره الكونغرس مؤخرًا، والذي تضمن أيضًا زيادة في الخصومات الضريبية لكبار السن، مما خفّض من الإيرادات الضريبية المخصصة لصندوق الضمان.

انقسام سياسي.. ولكن إجماع شعبي

رغم الانقسام الحاد في الساحة السياسية الأمريكية، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر توافقًا واسعًا بين الأمريكيين على أهمية برنامج الضمان الاجتماعي، الذي يُعدّ من أكثر البرامج الحكومية شعبية، سواء بين الجمهوريين أو الديمقراطيين.

تحذيرات من تكرار سيناريو الثمانينيات

يُحذّر خبراء السياسات الاجتماعية من تكرار ما حدث في ثمانينيات القرن الماضي، عندما انتظر الكونغرس حتى اللحظة الأخيرة لإصلاح النظام، حيث اضطر إلى رفع سن التقاعد وفرض ضرائب على المزايا. وحتى الآن، لا تظهر مؤشرات حقيقية على تحرك سياسي سريع لمعالجة الأزمة القادمة.