التوترات تعود على الحدود بين تايلاند وكمبوديا: 12 قتيلًا وتصعيد في الأوضاع الدبلوماسية والعسكرية

التوترات تعود على الحدود بين تايلاند وكمبوديا: 12 قتيلًا وتصعيد في الأوضاع الدبلوماسية والعسكرية

اندلعت اشتباكات دامية بين القوات التايلاندية والكمبودية على الحدود المتنازع عليها بين البلدين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، معظمهم من المدنيين التايلانديين، في واحدة من أعنف جولات التصعيد خلال السنوات الأخيرة.

واتهمت تايلاند جارتها كمبوديا باستهداف مدنييها، بينما حمّلت كمبوديا الجيش التايلاندي مسؤولية قصف أهداف داخل أراضيها باستخدام الطائرات الحربية. ولم تُؤكد أي من الروايتين بشكل مستقل حتى الآن، لكن مقاطع فيديو متداولة أظهرت دوي انفجارات وتبادلًا كثيفًا لإطلاق النار في المنطقة الحدودية.

ويعود النزاع بين البلدين إلى عقود طويلة، حيث تمتد الحدود المشتركة بطول 800 كيلومتر عبر مناطق نائية وغير محددة بدقة، كثيرٌ من معالمها استندت إلى ترسيمات تعود إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية في كمبوديا. ومن أبرز بؤر النزاع معبد “بريا فيهير” الأثري، الذي حكمت محكمة العدل الدولية في عامي 1962 و2011 بأنه يقع داخل الأراضي الكمبودية، في قرار رفضته تايلاند.

وفي ظل التوترات المتصاعدة، قررت بانكوك سحب سفيرها من بنوم بنه وطرد السفير الكمبودي لديها، كما أغلقت عدة معابر حدودية رئيسية، وذلك بعد سلسلة حوادث انفجار ألغام أُبلغ أنها أُعيد زرعها مؤخرًا في مسارات يُفترض أنها آمنة، ما أدى إلى إصابات في صفوف الجنود التايلانديين.

ومن جانبها، طلبت كمبوديا مجددًا تدخل محكمة العدل الدولية للفصل في النزاع الحدودي، في حين تُفضل تايلاند الحلول الثنائية رغم الجمود الحالي.

ويخشى المراقبون من أن يمتد التصعيد إلى مواجهات أوسع، خاصة مع تأزم الوضع السياسي الداخلي في تايلاند بعد تعليق مهام رئيسة الوزراء الحالية على خلفية فضيحة سياسية، وسط مخاوف من انقلاب عسكري جديد، تُغذّيه لهجة أكثر عدوانية من جانب الجيش تجاه كمبوديا.

وعلى الرغم من الخلافات، تبقى العلاقات الاقتصادية بين البلدين وثيقة، إذ تستضيف تايلاند نحو نصف مليون عامل كمبودي، فيما تُعد شريكًا تجاريًا رئيسيًا لها، ما يُضفي مزيدًا من التعقيد على مشهد النزاع الذي يهدد أيضًا القطاع السياحي في البلدين في حال استمرار التوتر.