صاروخ أمريكي يغرق هدفًا في المحيط الهادئ ويثير استياء الصين

صاروخ أمريكي يغرق هدفًا في المحيط الهادئ ويثير استياء الصين

في خطوة قد تزيد من حدة التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أجرى الجيش الأميركي تجربة ناجحة على نظامه الصاروخي الجديد متوسط المدى (MRC) في أستراليا، حيث تمكن من إصابة هدف بحري وإغراقه، في أول اختبار حي يُجرى غرب خط التاريخ الدولي.

جاءت التجربة ضمن مناورات “تاليسمان سابر 2025” المشتركة، والتي تُقام في شمال أستراليا، وشارك فيها فريق المهام متعددة المجالات الثالث التابع للجيش الأميركي. وقد أُطلق صاروخ من طراز “ستاندارد 6” من منصة الإطلاق البرية المتنقلة التابعة لنظام “تايفون”، ليصيب هدفًا بحريًا غير مُعلن عن طبيعته.

وقال العقيد ويد جيرمان، قائد الفريق الأميركي، إن “نشر نظام MRC وتنفيذ تجربة إطلاق حية ناجحة ضد هدف بحري يمثّل تقدمًا كبيرًا في قدرتنا على نشر ودمج والتحكم بالقدرات البرية المتقدمة للضربات البحرية”.

الصين تندد بالتجربة وتحذر من سباق تسلح

أثارت التجربة مجددًا استياء الصين، التي سبق أن عبّرت عن معارضتها الشديدة لنشر هذا النظام الصاروخي قرب حدودها. واعتبرت السفارة الصينية في واشنطن، في تصريح لموقع “بزنس إنسايدر”، أن النظام “استراتيجي وهجومي”، مؤكدة “رفض بكين القاطع لنشر الصواريخ متوسطة المدى الأميركية بأي شكل من الأشكال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.

وكانت الصين قد هاجمت بشدة أول انتشار لهذا النظام في الفلبين العام الماضي، ووصفت الخطوة بأنها “عودة إلى الوراء” تهدد أمن المنطقة وتغذي المواجهة الجيوسياسية.

سد فجوة الردع بعد الانسحاب من اتفاقية الصواريخ

يُعدّ نظام “تايفون” جزءًا من الجهود الأميركية لتطوير ترسانة صاروخية متوسطة المدى عقب انسحاب واشنطن من معاهدة القوى النووية المتوسطة عام 2019، بسبب اتهامات لروسيا بانتهاك الاتفاق. وتُتيح هذه المنظومة إطلاق صواريخ “توماهوك” الهجومية وصواريخ “SM-6” من منصات برية، ما يوفر مرونة كبيرة في ساحة المعركة.

قدرات هجومية متقدمة للردع الإقليمي

يرى الجيش الأميركي أن MRC يسد فجوة كبيرة في قدراته الهجومية في المحيط الهادئ، خاصة مع تصاعد التهديدات الصينية في بحر الصين الجنوبي. كما تجرى مباحثات مع اليابان لبحث إمكانية نشر المنظومة على أراضيها، في إطار استراتيجية “الردع الأمامي” الأميركية.

ورغم أن النظام لا يزال في مرحلة التطوير، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية تعتبره عنصرًا حاسمًا ضمن قدرات الردع الجديدة، وقد خضع لتعديلات ميدانية بناء على تجارب عملية سابقة، بحسب تقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية.