أكثر من 100 منظمة إنسانية تحذر من تدهور أوضاع سكان غزة بسبب انتشار المجاعة الجماعية.

أكثر من 100 منظمة إنسانية تحذر من تدهور أوضاع سكان غزة بسبب انتشار المجاعة الجماعية.

دقت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية دولية ناقوس الخطر، محذرةً من أن المجاعة الجماعية بدأت تفتك بسكان قطاع غزة، وأن الناس، بمن فيهم عمال الإغاثة أنفسهم، “يذبلون” أمام أعين العالم، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفي بيان مشترك وقّعت عليه منظمات كبرى مثل أطباء بلا حدود، وأوكسفام، وإنقاذ الطفولة، كشفت المنظمات عن واقع مأساوي، حيث اضطر زملاؤهم للانضمام إلى طوابير الطعام، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم.

نقل البيان شهادة مروعة لأحد العاملين في الدعم النفسي: “يخبر الأطفال أهاليهم أنهم يريدون الذهاب إلى الجنة، لأن الجنة على الأقل فيها طعام”.

يأتي هذا التحذير الصارخ في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة عن وفاة 10 فلسطينيين آخرين نتيجة سوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يرفع إجمالي الوفيات المعلنة لنفس السبب منذ يوم الأحد إلى 43 شخصًا.

الحصار والاتهامات المتبادلة

حمّلت المنظماتُ إسرائيلَ، التي تسيطر على جميع المعابر، المسؤولية المباشرة عن الأزمة، مؤكدة أن الحصار المفروض على القطاع “يجوّع الناس”. وأشارت إلى أن ربع سكان القطاع يواجهون ظروفًا شبيهة بالمجاعة، وأن ما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

في المقابل، رفضت إسرائيل بيان المنظمات بشكل قاطع، واتهمتها بـ”خدمة دعاية حماس” و”استخدام نقاط حديثها”. وأكدت الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات (كوغات) أن “عنق الزجاجة” يكمن في عدم قدرة وكالات الأمم المتحدة على جمع وتوزيع المساعدات الموجودة بالفعل على الجانب الفلسطيني من المعابر.

معضلة توزيع المساعدات

تكمن الأزمة في حلقة مفرغة، فبينما تؤكد المنظمات وجود أطنان من المساعدات في المستودعات خارج وداخل غزة، إلا أنها ممنوعة من الوصول إليها أو توزيعها. وتقول الأمم المتحدة إنها تكافح للحصول على ضمانات أمنية من الجيش الإسرائيلي لجمع المساعدات دون أن يتعرض المدنيون الذين يتجمعون حول الشاحنات لإطلاق النار.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قُتل 766 شخصًا في محيط مواقع المساعدات الأربعة التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما قُتل 288 آخرون بالقرب من قوافل الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

وفي ظل هذا الواقع، طالبت المنظمات الدولية بـ”إجراءات حاسمة” من حكومات العالم، تشمل فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وفتح جميع المعابر البرية، ووقف نقل الأسلحة والذخائر إلى أطراف النزاع.