الإرشادات الاستثمارية السعودية تجاه سورية: خطوة ناجحة

الإرشادات الاستثمارية السعودية تجاه سورية: خطوة ناجحة

الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي

كما عودتنا دول مجلس التعاون الخليجي، كونها سباقة في أعمال الاستثمار والبحث عن أي فرصة استثمارية تلوح في أي مدى أو مجال، والعمل على الاستفادة منها فيما يحقق تحسينًا واستدامةً لها على الصعيد الاستثماري، وبما يحقق عوائد اقتصادية ذات أبعاد إيجابية مهمة على المديين القريب والبعيد.

وفي هذه المرة، فإن توجه دول الخليج نحو سوريا، بعد تحسن الأوضاع السياسية فيها بشكل متسارع وبشكل لا يدع مجالًا للتأخر في الاستفادة وخوض غمار الاستثمار الواعد لهذه الدولة، واعتمادًا على عدم وجود نشاط يُذكر في سوريا منذ عقود ماضية إلا فيما ندر، نجد أن التوجه الخليجي هنا هو خطوة سباقة، وخطوة لها أهمية كبرى على صعيد منطقة الشرق الأوسط.

والأهم من ذلك كله هو تشجيع سوريا للانخراط في اقتصاد الشرق الأوسط، وبدعم خليجي بطبيعة الحال، يُضفي عليه قيمةً وأبعادًا إيجابيةً تحقق مكاسب لجميع الأطراف.

ويأتي هذا التوجه تشجيعًا لهذا البلد للوقوف على قدميه بعد منغصات تعرض لها خلال الفترات الماضية وتفاقمت بعد اندلاع الثورة قبل ما يزيد على العقد.

ومن هنا، ومن هذا المنطلق، فإن مسارعة دول الخليج، سواء كانوا مجتمعين أو منفردين، فإن المصلحة هنا واحدة.

ونُثني هنا في هذا الصدد على آخر جهد قامت به الشقيقة المملكة العربية السعودية قبل أيام، في اعتبار سوريا بيئة جاذبة للاستثمار بعد أن أرخى الاستقرار أطرافه عليها. حيث جاء ذلك على شكل حديث صرح به وزير الاقتصاد في المملكة قبل أيام.

ويأتي على رأس التأكيد على صحة الخطوة التي قامت بها دول الخليج نحو سوريا، أن هناك مجالات اقتصادية وفرصًا استثمارية واعدة ومتعددة في أكثر من مجال لم تطأها سوريا وحُرمت منها لأسباب متعددة، على رأسها الأسباب السياسية وشبه العزلة التي كانت سوريا تحت تأثيرها إبان النظام البائد بسبب سياسات غير محسوبة العواقب.

وبناءً عليه، نقول بأن جهود دول الخليج على الصعيد الاقتصادي هي جهود مشكورة من أكثر من جانب، فهي سعت من خلال تلك الجهود إلى احتضان سوريا بشكل فعال وبنّاء من منطلق محيطها العربي الذي يجب أن تكون فيه منذ فترة طويلة، بعد فترة الابتعاد تلك عن محيطها العربي لأسباب عفا الله عنها، في ظل قيادة سوريا الجديدة والتي يتمنى لها الجميع التوفيق والسداد والاستمرار على استدامة الاستقرار واتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة التي يُفترض أن تسير عليها تلك القيادة لتحقيق مصلحة شعبها ومواطنيها.

كل التوفيق والتمنيات لدول الخليج في توجههم نحو سوريا لما فيه مصلحة الجميع. والله ولي التوفيق.