“آن الأوان لمحاسبتهم” … ترمب يتهم أوباما بالخيانة

في هجوم كلامي عنيف يعكس حجم الضغوط السياسية التي يواجهها، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء، إحياء مظالمه القديمة المتعلقة بالتحقيقات في التدخل الروسي، موجهًا اتهامًا غير مسبوق بالخيانة العظمى لسلفه باراك أوباما، في خطوة يراها محللون محاولة يائسة لتحويل الأنظار عن “ملف إبستين” الذي يلقي بظلاله الثقيلة على واشنطن، كما نقلت هيئة الإذاعة الكندية “CBC”.
“حان وقت ملاحقة هؤلاء الأشخاص”، هكذا صرح ترمب من المكتب البيضاوي، مكررًا زعمه الذي لا يستند إلى أي دليل بأن أوباما ومسؤولين آخرين ارتكبوا جريمة الخيانة. وأضاف: “قائد العصابة كان الرئيس أوباما… إنه مذنب… هذه كانت خيانة”.
وجاء رد مكتب أوباما، في خطوة نادرة، حاسمًا، واصفًا الادعاءات بأنها “غريبة وسخيفة ومحاولة ضعيفة لصرف الانتباه”.
وأكد المتحدث باسم أوباما أن تحقيقات متعددة، بما في ذلك تحقيق أجرته لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ وشارك فيه الحزبان، أثبتت أن روسيا تدخلت في انتخابات 2016، وأن أوباما لم يُتهم قط بارتكاب أي مخالفات.
الدافع الحقيقي: الهروب من “ملف إبستين”
انطلق هجوم ترمب الشرس بعد سؤاله مباشرة عن قضية جيفري إبستين، الممول المدان بجرائم جنسية، حيث حاول التهرب بالقول: “أنا لا أتابع ذلك كثيرًا… إنها نوع من حملات الملاحقة السياسية”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه ترمب ورئيس مجلس النواب، مايك جونسون، ضغوطًا هائلة من تيارين متناقضين:
– قاعدة “ماغا” (MAGA) وبعض الجمهوريين: يطالبون بكشف المزيد من الوثائق المتعلقة بقضية إبستين.
– الديمقراطيون: يدفعون بنفس الاتجاه، في محاولة لإحراج ترامب بسبب علاقته السابقة بإبستين.
وقد وصلت هذه الضغوط إلى ذروتها داخل الكونغرس، حيث يحشد النائب الجمهوري توماس ماسي الدعم لتنفيذ مناورة تشريعية (Legislative Maneuver)، وهي آلية برلمانية تهدف إلى فرض التصويت على مشروع قانون bipartisan (يحظى بدعم الحزبين) قدمه مع النائب الديمقراطي رو خانا، لإجبار وزارة العدل على كشف جميع وثائق إبستين، حتى دون موافقة قيادة المجلس.
وفي محاولة لتخفيف حدة الضغط، تحرك رئيس مجلس النواب جونسون لإرسال الأعضاء إلى منازلهم مبكراً في عطلة تمتد لشهر، مبررًا ذلك بأنه يريد منح الإدارة “مساحة” للكشف عن المعلومات بنفسها.
لحظة حاسمة
ويرى محللون أن لجوء ترمب إلى سلاحه الأخير -وهو اتهام سلفه بالخيانة- هو مؤشر على أن الضغوط المتعلقة بملف إبستين قد وصلت إلى نقطة حرجة.
وحذر النائب ماسي من أن هذه القضية لن تختفي، قائلًا: “هذه ستكون قضية تلاحق الجمهوريين خلال الانتخابات النصفية… أعتقد أنها لحظة فاصلة لرئيس مجلس النواب والرئيس”.