على خلفية نزاع تجاري.. قمة أوروبية-صينية باردة مع توقعات “في أدنى مستوياتها”

على خلفية نزاع تجاري.. قمة أوروبية-صينية باردة مع توقعات “في أدنى مستوياتها”

وسط توقعات هي الأدنى على الإطلاق، يستعد قادة الاتحاد الأوروبي والصين لقمة فاترة، الخميس، ستكون بمثابة اختبار حقيقي للوحدة والعزيمة الأوروبية، في وقت يواجه فيه التكتل ضغوطًا تجارية هائلة من بكين وواشنطن على حد سواء، مما يرسم صورة قاتمة لآفاق العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وووفق ما نقلته رويترز، من المقرر أن تضغط رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، على القادة الصينيين بشأن ملفات شائكة، أبرزها القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة والحرب في أوكرانيا. لكن الآمال في تحقيق أي تقدم جوهري تبدو شبه معدومة، في ظل التحديات الاقتصادية الكبرى التي يواجهها الطرفان.

مؤشرات على التوتر

وفي دلالة واضحة على الفتور الذي يسبق اللقاء، أكد مصدران مطلعان لوكالة رويترز أنه تم تقليص مدة القمة من يومين إلى يوم واحد بناءً على “تضارب في المواعيد” أثاره المسؤولون الصينيون.

وأضاف المصدران أنه من غير المتوقع أن تتمخض القمة عن أي إنجازات ملموسة، باستثناء بيان مشترك “متواضع” محتمل حول قضايا المناخ.

هذا التوتر يأتي على خلفية لهجة متشددة تبنتها فون دير لاين مؤخراً، حيث اتهمت بكين في 8 يوليو بـ “تمكين آلة الحرب الروسية” وإغراق الأسواق العالمية بما يسمى بفائض الطاقة الإنتاجية (Overcapacity)، وهو مصطلح اقتصادي يعني إنتاج سلع بكميات تتجاوز قدرة السوق المحلية على استيعابها، مما يؤدي إلى تصديرها بأسعار منخفضة تضر بالصناعات المماثلة في الدول الأخرى.

خلافات متجذرة

من جانبه، رد المتحدث باسم الخارجية الصينية بالقول إن “البعض في أوروبا يبالغون في تضخيم قضايا تجارية محددة ويوجهون اتهامات لا أساس لها ضد الصين بشأن قضية أوكرانيا”.

وتتعدد الملفات الخلافية التي تلقي بظلالها على القمة:

السيارات الكهربائية: تأمل الصين في إيجاد حل للتعريفات الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سياراتها الكهربائية، لكن المسؤولين الأوروبيين يؤكدون عدم إحراز أي تقدم يذكر.

العقوبات: هددت بكين بالرد على العقوبات الأوروبية التي طالت بنكين و5 شركات صينية بسبب علاقتها بالحرب في أوكرانيا، معتبرة أنها “تضر بشكل خطير بالعلاقات التجارية والاقتصادية”.

المعادن النادرة: يشعر الاتحاد الأوروبي بأن شركاته أصبحت “أضراراً جانبية” في حرب القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة، والتي كانت تستهدف واشنطن بالأساس لكنها أثرت بشدة على سلاسل التوريد الأوروبية في قطاعي الدفاع والسيارات.

“القفازات تم خلعها”

يرى محللون أن الصين تشعر بضعف في العلاقة عبر الأطلسي بين أوروبا والولايات المتحدة، وتحاول استغلال هذه الفرصة. ونقل عن ماتيو دوشاتيل، مدير معهد مونتين في باريس، قوله: “المزاج في أوروبا متشائم للغاية… هناك شعور بأن القفازات تم خلعها بالكامل من الجانب الصيني”.

ويقول نوح باركين، كبير مستشاري مجموعة روديوم، إن “هذه ستكون الأحدث في قائمة طويلة من القمم الأوروبية الصينية التي لم تسفر عن أي شيء تقريباً”. ويضيف: “إنها علامة على أن المشاكل الاقتصادية والأمنية في العلاقة أصبحت متجذرة بعمق لدرجة يستحيل معها التوصل إلى حل”.