باحثة سياسية لـ”الوئام”: استراتيجية ترامب بشأن غرب إفريقيا تفتقر إلى الوضوح

الوئام – خاص
أنهى الجيش الفرنسي، الأسبوع الماضي، سحب قواته من السنغال، آخر دولة في غرب إفريقيا كان يحتفظ فيها بوجود عسكري دائم، وذلك في ظل تراجع نفوذ باريس الإقليمي خلال السنوات الأخيرة.
ومع تراجع النفوذ الأوروبي في غرب ووسط إفريقيا، بات السؤال يطرح نفسه عن فرص النفوذ الروسي والأمريكي والمنافسة بين واشنطن وموسكو على خريطة المنافع والنفوذ في القارة السمراء.
كعكة النفوذ
وتقول الدكتورة غادة فؤاد، الباحثة في الشؤون الأفريقية: “لا يتوقع أن يحدث تنافسًا حقيقيًا بين روسيا والولايات المتحدة على النفوذ العسكري والاقتصادي في منطقتي غرب ووسط إفريقيا خلال الفترة القادمة.
وأضافت : يأتي ذلك رغم التحركات الأمريكية تجاه بعض الصراعات أو القضايا في القارة الإفريقية مؤخرًا مثل اتفاق السلام ووقف الاقتتال الذي تم بوساطة أمريكية بين الكونغو الديموقراطية ورواندا، والتدريبات العسكرية السنوية المشتركة في إفريقيا تحت مسمى “مناورات الأسد الأفريقي” والتي تعد الأكبر في القارة السمراء.
غياب الاستراتيجية الواضحة
وتضيف غادة فؤاد، في تصريحات خاصة لـ”الوئام”: “لا توجد استراتيجية واضحة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب، تجاه إفريقيا فهي ليست أولوية في دوائر سياساتها الخارجية.
وتتابع غادة فؤاد: “ورغم حالة عدم الوضوح، يبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول أن تحل محل القوات الفرنسية في التواجد العسكري في دول الساحل وما يعزز ذلك زيارة مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب، منذ عدة أيام إلى مالي، لبحث التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بعد القطيعة التي حدثت منذ انقلاب 2021 .
الرسوم الجمركية
وتوضح: “على المستوى الاقتصادي أدت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب إلى توتر العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية مما يضعف موقف الولايات المتحدة في منافستها أمام النفوذ الروسي المتصاعد في إفريقيا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، حيث نجد على الجانب الآخر أن روسيا لديها خطة واضحة تجاه القارة الإفريقية تقوم بتنفيذها من خلال التواجد العسكري في عددِ من الدول ونفوذها يزداد قوةً عامًا تلو الآخر خلال السنوات الحالية في إفريقيا خاصةً منطقة غرب ووسط إفريقيا.
السياسية الأمريكية
واختتمت الباحثة في الشؤون الأفريقية، قائلة: دعمت روسيا عددًا من الأنظمة الحاكمة حاليًا بالسلاح والتدريب للجيوش الوطنية وحمايتها من محاولات الانقلابات المضادة لها.
كما اتبعت روسيا دبلوماسية المساعدات من أجل كسب الولاءات السياسية، حيث يبدو أن روسيا تتحرك وفقًا لرؤية واستراتيجية واضحة تجاه القارة السمراء على عكس السياسة الأمريكية التي يبدو أنها غير واضحة المعالم وتنطلق من قرارات مفاجئة تهدف لتحقيق غرض محدد وليس بهدف بناء شراكات قوية مع الجانب الإفريقي.