المناظر الطبيعية الزرقاء: تأثيرها على الصحة النفسية

المناظر الطبيعية الزرقاء: تأثيرها على الصحة النفسية

كشفت دراسة حديثة قادتها جامعة كامبريدج البريطانية أن المناظر الطبيعية “الزرقاء”، مثل الشواطئ والأنهار والبحيرات، تعد من أقوى محفزات الحنين إلى الماضي (النوستالجيا)، وتساهم بشكل كبير في تعزيز الصحة النفسية والرفاه العقلي للأفراد.

نتائج غير متوقعة

وعلى عكس التوقعات التي كانت ترجح سيطرة المساحات الخضراء، وجدت الدراسة، التي شملت أكثر من 1000 مشارك من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أن “الأماكن الزرقاء” هي السمة المميزة للحنين المرتبط بالأماكن. وقد أظهرت النتائج أن الأماكن التي تثير الحنين تكون غالبًا بعيدة جغرافيًا، لكنها تبدو قريبة نفسيًا، وأن استرجاع ذكريات هذه الأماكن يعزز لدى المشاركين الشعور بالارتباط الاجتماعي، ومعنى الحياة، واستمرارية الذات (وهو شعور الفرد باستقرار هويته عبر الزمن)، بالإضافة إلى تقدير الذات والأصالة.

تفسير علمي للظاهرة

تقدم الدراسة تفسيرًا محتملًا لهذه الظاهرة يكمن في “الطبيعة الكسورية” (Fractal Nature) للمناظر الزرقاء، حيث تساهم الأنماط المتشابهة ذاتيًا في هذه المناظر، مثل الخطوط الساحلية، في توليد مشاعر إيجابية.

وأشار الباحثون إلى أن الإنسان يميل إلى تفضيل المناظر ذات التعقيد البصري المعتدل، على عكس الفوضى البصرية في الغابات الكثيفة أو البساطة المفرطة في الآفاق الحضرية، وقد توفر المناظر المائية هذا التوازن البصري الأمثل.

تطبيقات عملية مهمة

لهذه النتائج تطبيقات عملية مهمة، خاصةً في مجال التخطيط الحضري، حيث يمكن أن يؤدي تصميم مدن تحتوي على مساحات “زرقاء” و”خضراء” يسهل الوصول إليها إلى دعم الرفاه العاطفي للسكان.

كما تفتح الدراسة، التي نُشرت في مجلة “Current Research in Ecological and Social Psychology”، الباب أمام تطوير “العلاج القائم على استرجاع الذكريات المكانية” (Place-based reminiscence therapy)، والذي يمكن تكييفه لمساعدة الأفراد الذين يعانون من الوحدة أو الانقطاع الاجتماعي، وكذلك في رعاية مرضى الخرف.