باحث سياسي لـ”الوئام”: السلام بعد الهدنة غير مرجح.. ووعود نتنياهو تثبت ذلك

الوئام – خاص
تعقد العديد من الدول الإقليمية والأطراف الدولية آمالًا عريضة على التوصّل إلى هدنة في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر منذ 7 أكتوبر 2023، لا سيما أن القضية الفلسطينية تُعد حجر الزاوية لاستقرار الشرق الأوسط وتصفية العديد من أزمات المنطقة، لكن يبقى السؤال: ماذا بعد الهدنة المرتقبة؟
نوايا نتنياهو
يرى هشام البقلي، الباحث في الشؤون العربية والدولية، أنه حتى في حال توقيع هدنة بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برعاية أمريكية، يجب أن نسأل أنفسنا: بماذا تفكر حكومة إسرائيل التي يتزعمها التيار اليميني المتشدّد بقيادة بنيامين نتنياهو؟
الإجابة تكمن في الوعود التي أطلقها نتنياهو لبعض أعضاء حكومته، والتي تشمل تصفية القضية الفلسطينية، واستئناف العمليات العسكرية في غزة، وزيادة النشاط الاستيطاني، وتنفيذ التهجير القسري. كلّها مؤشرات تكشف عن نوايا نتنياهو وفريقه حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وسعيهم لإبقاء المنطقة مشتعلة بالحروب والعمليات العسكرية من أجل ضم مزيد من الأراضي العربية.
أين السلام؟
وقال البقلي، في حديث خاص لـ”الوئام”: “بعد الهدنة، سننقل السكان في القطاع إلى الجنوب ونفرض حصارًا على شمال غزة”، هكذا وعد نتنياهو وزير المالية في حكومته، بتسلئيل سموتريتش، وهو نفس الوعد الذي قطعه لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.
كل تلك الوعود تعبّر عن الفكر المسيطر على رأس حكومة تل أبيب بشأن “السلام المنتظر”، الذي بات مهددًا بنزعة عسكرية واستيطانية محمومة، تسعى للتوسّع مع إبقاء نار الحرب مشتعلة، واستمرار آلة القتل والتنكيل والتجويع المفروضة على رقاب الشعب الفلسطيني الأعزل.
تصفية القضية الفلسطينية
وأضاف البقلي: “نتنياهو يدرك جيدًا حاجة جيشه الماسّة إلى هدنة لمراجعة أوراق التحرك العسكري، لا سيما في ظل الإنهاك والتعبئة التي نتجت عن حرب الـ12 يومًا ضد إيران، وفتح جبهات جديدة في سوريا.
لذلك، فهو يصعّد من قبضته العسكرية على غزة، سعيًا لفرض مزيد من الامتيازات لصالح إسرائيل في إطار الهدنة، التي لن تصمد طويلًا، ولن تستمر في ظلّ مطامع حكومة تل أبيب بتصفية القضية الفلسطينية في أسرع وقت ممكن”.