سوريا في بؤرة الانتباه العربي: رسائل تعزز الوحدة الوطنية وموقف سعودي راسخ تجاه التدخلات الأجنبية

سوريا في بؤرة الانتباه العربي: رسائل تعزز الوحدة الوطنية وموقف سعودي راسخ تجاه التدخلات الأجنبية

 

في خضم الأحداث التي تشهدها الساحة السورية، تؤكد المملكة العربية السعودية تمسكها بموقفها الثابت والداعم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، ورفضها القاطع لأي تدخلات خارجية من شأنها تقويض الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة. ويأتي ذلك بالتوازي مع الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة السورية لتعزيز السلم الأهلي وبسط سيادة الدولة، في مواجهة محاولات زرع الفتنة وتأجيج النزاعات الطائفية والمذهبية.

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وقوف المملكة إلى جانب سوريا في هذه المرحلة، مشدداً على إدانة المملكة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وتقديرها للإجراءات التي أعلنتها الحكومة السورية لاحتواء الأحداث الأخيرة.

وعبر ولي العهد عبّر عن ثقته في قدرة الحكومة السورية على بسط الأمن والاستقرار في مختلف المناطق السورية، مثمناً الترتيبات التي أعلن عنها الرئيس الشرع لتهدئة الأوضاع والحفاظ على وحدة البلاد.

تعزيز السلم الأهلي ودعم الاستقرار

تشير المواقف السورية الرسمية إلى التزام واضح بالحفاظ على السلم الأهلي، والانخراط في مشروع وطني شامل يتجاوز الانتماءات الطائفية والمذهبية والعرقية، بما يسهم في تعزيز وحدة الصف وتحقيق تطلعات السوريين نحو دولة مستقرة وآمنة. كما تتواصل الجهود الحكومية لإعادة بسط سلطة الدولة في جميع المناطق، من خلال فرض سيادة القانون، وضبط السلاح، وحصره بيد المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية.

وتجد هذه الإجراءات صدى إيجابياً في الأوساط العربية والدولية، بوصفها خطوة أساسية على طريق الاستقرار وتهيئة الأجواء لإعادة الإعمار وتحقيق التنمية.

التدخلات الإسرائيلية وتقويض الاستقرار

في المقابل، تواصل إسرائيل تدخلاتها السافرة في الشأن السوري، عبر اعتداءات متكررة تستهدف الأراضي السورية، بزعم حماية جماعات أو أقليات بعينها، وهو ما يعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وخرقاً للقانون الدولي. وتؤكد التقارير أن هذه الممارسات لا تسهم سوى في تقويض الأمن، وإشاعة الفوضى، وخلق بيئة محفوفة بالمخاطر على مستوى المنطقة بأسرها.

وقد شددت الأمم المتحدة على أن مثل هذه الانتهاكات تضعف الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة قادرة على العيش بسلام ضمن محيطها العربي، وتزيد من حالة الاحتقان، ما يهدد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

موقف سعودي متزن وداعم لوحدة سوريا

يتماشى الموقف السعودي المعلن مع الخطاب العربي الداعي إلى احترام سيادة سوريا ودعم جهودها الرسمية لاستعادة الأمن والاستقرار. ويؤكد مراقبون أن هذا الموقف يعكس التزام المملكة بمبادئ القانون الدولي، وحرصها على استقرار الإقليم، بعيداً عن أي اصطفافات أو تدخلات تمس بسيادة الدول.

وتستمر المملكة في التنسيق مع الأطراف العربية والدولية بما يخدم وحدة سوريا وشعبها، مع التأكيد على ضرورة وقف أي تدخلات أجنبية تعيق جهود الحل السياسي، وتمنح مبررات لأعمال عنف قد تجرّ البلاد والمنطقة إلى مسارات غير محسوبة.

رسائل وطنية نحو سوريا جديدة

يجب ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة، والابتعاد عن العصبيات والانقسامات التي لطالما كانت سبباً في إطالة أمد الصراع. كما تبرز الدعوة إلى الاصطفاف الوطني كركيزة أساسية في مرحلة ما بعد الأزمة، في سبيل بناء دولة قوية وقادرة على استعادة مكانتها الإقليمية والدولية.