واشنطن ولندن تُظهران نفوذها قرب أستراليا.. تحذير غير مُعلن للصين

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية عميقة، التقت حاملتا الطائرات الأميركية USS George Washington والبريطانية HMS Prince of Wales، يوم الجمعة 18 يوليو، في بحر تيمور قبالة السواحل الشمالية لأستراليا، ضمن مناورات Talisman Sabre 2025، التي تشارك فيها 19 دولة من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا واليابان، وبمشاركة أكثر من 35 ألف جندي.
العملية، التي تمثل أول تعاون مباشر بين حاملات الطائرات الأميركية والبريطانية ضمن هذه المناورات منذ انطلاقها عام 2005، وصفتها البحرية الملكية البريطانية بأنها “عرض قوي للقوة البحرية والجوية المتقدمة”. وتمت الإشارة بشكل خاص إلى مشاركة مقاتلات الشبح F-35B البريطانية من على متن HMS Prince of Wales، إلى جانب مقاتلات F-35C الأميركية التابعة لسرب “أرغونوتس” على متن USS George Washington، في أول ظهور لهذا الطراز في هذه التدريبات.
ويأتي هذا التمرين الثنائي بين القوتين البحريتين في وقت حساس تشهده منطقة الإندو-باسيفيك، حيث تتزايد التوترات الجيوسياسية مع الصين، خاصة فيما يتعلق بتايوان والممرات البحرية الحيوية. ويُنظر إلى هذا الاستعراض البحري والجوي باعتباره رسالة ردع مباشرة لبكين، وإشارة طمأنة لحلفاء واشنطن ولندن في المنطقة.
وتضم مجموعة الضرب الأميركية كلاً من حاملة الطائرات جورج واشنطن، والمدمّرة USS Shoup، والطراد USS Robert Smalls، في حين تقود HMS Prince of Wales قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم المدمرتين البريطانية HMS Dauntless والأسترالية HMAS Sydney، إلى جانب الفرقاطات النرويجية Roald Amundsen، والكندية Ville de Québec، إضافة إلى سفينة الدعم اللوجستي البريطانية RFA Tidespring. وقد غادرت الفرقاطة النيوزيلندية HMNZS Te Kaha التشكيل الرئيسي للمشاركة في مهام تدريبية منفصلة ضمن القوة النيوزيلندية.
وشهدت الأيام التي سبقت المناورات تجارب عملياتية لافتة، حيث نفذت مقاتلات F-35B التابعة لمشاة البحرية الأميركية هبوطًا وإقلاعًا من على متن HMS Prince of Wales، في تدريبات تحاكي الدعم القتالي متعدد الجنسيات. كما لوحظ غياب سلاح الجو النرويجي الذي كان من المقرر أن يرسل سبع مقاتلات F-35A، قبل أن ينسحب بسبب نقص في طائرات التزود بالوقود التابعة للدول الحليفة.
وتعد مشاركة مجموعة القوة الضاربة الأميركية جزءًا من عودتها إلى الانتشار الدائم في اليابان بعد فترة صيانة وإعادة تأهيل، فيما تمثل مشاركة المجموعة البريطانية جزءًا من عملية Highmast، وهي انتشار بحري استراتيجي يستهدف البحر الأبيض المتوسط والمحيطين الهندي والهادئ.
ويُتوقع أن تواصل القوة البريطانية طريقها باتجاه اليابان عقب انتهاء مناورات تالسيمان سابر في 27 يوليو، حيث ستجري تدريبات إضافية مع القوات الأميركية واليابانية، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الصين التي تواصل تعزيز وجودها الجوي والبحري قرب تايوان.
هذا الاستعراض المزدوج للقوة لا يعكس فقط مدى التنسيق العسكري بين الحلفاء الغربيين، بل يحمل أيضًا رسالة واضحة بأن التحالفات البحرية التقليدية لا تزال حاضرة بقوة، وقادرة على الردع في مناطق التماس الجيوسياسي الساخنة.