تقنية جديدة لمراقبة تدفق الدم بدقة دون الحاجة لعملية جراحية

ابتكر فريق علمي روسي من معهد “غابونوف – غريخوف” للفيزياء التطبيقية، التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، جهازًا طبيًا متطورًا يُحدث تحولًا في تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى الأمراض العصبية التنكسية، من خلال تتبّع تدفق الدم في الأوعية بمختلف أحجامها دون الحاجة لأي تدخل جراحي.
ووفقًا لما أعلنته الأكاديمية في بيان نقلته وكالة “سبوتنيك”، يعتمد الجهاز على تقنية التصوير المقطعي البصري الصوتي، حيث تُستخدم نبضات ليزر لتحفيز الأنسجة، فتُصدر الأوعية موجات صوتية يتم التقاطها وتحليلها بدقة، ما يتيح مراقبة الشعيرات الدموية الدقيقة والأوعية الكبرى في آنٍ واحد، وهو ما تعجز عنه الوسائل التقليدية مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي.
وشارك في تطوير هذا الابتكار علماء من ألمانيا وإسبانيا والصين وسويسرا، وأسفر التعاون عن إنتاج مستشعر دقيق فائق الحساسية يضم 512 عنصرًا على غشاء بوليمري لا تتجاوز مساحته مليمترًا مربعًا واحدًا، مما يجعله يتفوق على الأجهزة المتوفرة حاليًا بأكثر من عشرة أضعاف من حيث الكفاءة.
وقال الدكتور بافل سوبوتشيف، رئيس مختبر الموجات فوق الصوتية والتشخيص البصري الصوتي في الأكاديمية، إن الجهاز تمكن لأول مرة من تصوير الأوعية الدموية التي يتراوح قطرها من 10 ميليمترات إلى 10 ميكرومتر (شعيرات دقيقة جدًا)، دون الحاجة إلى فتح جراحي أو تدخلات معقدة.
وفي تجارب مبدئية، تمكن الفريق من تصوير دماغ فأر حي بدقة عالية عبر الجمجمة، دون تدخل جراحي، باستخدام أطوال موجية متنوعة من الليزر لتوليد معلومات هيكلية ووظيفية في آنٍ واحد، من بينها قياس درجة تشبع الأنسجة بالأوكسجين.
ويرى الباحثون أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في الطب التشخيصي، بفضل دقتها العالية وسرعة أدائها وكونها غير تدخّلية، مما يمهد الطريق أمام الكشف المبكر عن العديد من الأمراض المعقدة وفهم أعمق لأنسجة الجسم الحي.