منطقة الموت: الطائرات بدون طيار تعوق تقدم روسيا في أوكرانيا

في ظل تطور متسارع للحرب بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت الطائرات المسيّرة (الدرون) سلاحًا حاسمًا في خطوط المواجهة، حيث تصف القوات الأوكرانية الخطوط الأمامية بـ”منطقة القتل”، الممتدة 10 كيلومترات على جانبي جبهة القتال، بفعل الانتشار الكثيف للطائرات المسيّرة من الجانبين.
أنواع مختلفة من الدرون، من الانتحارية إلى الاستطلاعية والهجومية، أصبحت تسيطر على سماء المعركة، ما حدّ من قدرة القوات الروسية على شن هجمات واسعة باستخدام الآليات الثقيلة. وبحسب ضباط أوكرانيين، فإن أي تحرّك لآليات كبيرة بات هدفًا سهلاً لرصد واستهداف الدرون.
ومع تغيّر طبيعة الحرب، بدأت القوات الروسية بتعديل تكتيكاتها، فباتت تعتمد على مجموعات صغيرة تتحرك على الأقدام أو باستخدام دراجات نارية وعربات خفيفة، بهدف كشف مواقع الدفاع الأوكرانية وضربها لاحقًا بواسطة الطائرات المسيّرة.
ورغم التفوق الروسي في الموارد البشرية والمعدات الثقيلة، إلا أن أوكرانيا نجحت في موازنة ميزان القوى من خلال الدرون الرخيص والفعّال، والذي يشكّل 69% من ضرباتها ضد الجنود الروس، و75% من الهجمات على معداتهم في عام 2024، وفق تقديرات أوكرانية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يراهن على إنتاج داخلي موسّع للطائرات المسيّرة، مستهدفًا تصنيع 30 ألف طائرة بعيدة المدى خلال 2025، بعضها مخصص لضرب أهداف عميقة داخل الأراضي الروسية.
في الوقت ذاته، تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من نوع “باتريوت” والمعلومات الاستخباراتية القادمة من واشنطن، رغم أن الدعم الأوروبي قد تجاوز الأميركي لأول مرة من حيث القيمة، حسب معهد كيل الألماني.
ويحذر محللون من أن فعالية الدرون لا تعوّض بالكامل غياب المدفعية الثقيلة، ما يجعل أوكرانيا بحاجة ماسة لاستمرار تدفق الأسلحة والذخائر الغربية، خاصة في ظل حرب استنزاف طويلة قد تصب في مصلحة روسيا على المدى البعيد.