تقرير تحطم الطائرة الهندية يثير تساؤلات بلا نهاية

تقرير تحطم الطائرة الهندية يثير تساؤلات بلا نهاية

 

كشف التقرير المبدئي الصادر عن مكتب التحقيق في حوادث الطيران المدني بالهند أن انقطاع إمداد الوقود عن محركي طائرة “إير إنديا” المنكوبة كان السبب المباشر في سقوطها الشهر الماضي، في أسوأ كارثة طيران مدني يشهدها العالم خلال العقد الأخير. إلا أن التقرير، رغم إجابته عن هذا السؤال الجوهري، فتح الباب أمام سلسلة من التساؤلات الغامضة الأخرى.

الطائرة، وهي من طراز “بوينغ 787 دريملاينر”، كانت في رحلتها رقم AI171 من مدينة أحمد آباد إلى لندن، وتحطّمت في منطقة سكنية مكتظة بعد لحظات من الإقلاع يوم 12 يونيو، ما أسفر عن مقتل 241 من أصل 242 راكبًا وطاقمًا، بالإضافة إلى 19 شخصًا على الأرض.

“تحويلة قاتلة”

أظهرت بيانات الصندوق الأسود أن الطائرة بلغت سرعة 180 عقدة أثناء الإقلاع عندما تم تحويل مفاتيح الوقود لكلا المحركين من وضعية “تشغيل RUN” إلى “إيقاف CUTOFF” بفارق لا يتجاوز الثانية الواحدة. ووفق التقرير، فقد أعيد تشغيل المفاتيح لاحقًا، وتمكّن أحد المحركين من محاولة استعادة التشغيل، لكن الوقت لم يسعف الطاقم لتفادي التحطم.

وفي تسجيل صوتي من الصندوق الأسود، سُمع أحد الطيارين يسأل الآخر عن سبب قلب المفاتيح، ليرد الأخير بأنه لم يقم بذلك. ولم يحدد التقرير من من الاثنين كان القائد ومن كان المساعد.

لماذا وكيف؟

المثير للقلق أن التقرير لم يجب على كيفية تحوّل مفاتيح الوقود بهذه الطريقة. فهل كان ذلك بفعل بشري؟ أم عن طريق الخطأ؟ أم بسبب عطل تقني؟ تبقى هذه الأسئلة مفتوحة.

الخبير في سلامة الطيران، جيفري ديل، قال لـCNN إن قلب المفاتيح لا يمكن أن يحدث عن طريق الخطأ بسهولة، إذ يتطلب الأمر سحب المقبض للخارج ورفعه فوق حاجز أمان معدني، وهي آلية مصممة لمنع التشغيل العرضي.

وأضاف: “من غير المنطقي على الإطلاق أن يُقدِم طيار على إيقاف المحركين مباشرة بعد الإقلاع. هذا أمر لا يحدث إلا عند نهاية الرحلة، بعد الهبوط”. كما أشار إلى مذكرة أصدرها الطيران الفيدرالي الأمريكي عام 2018 تتعلق بخلل محتمل في خاصية قفل هذه المفاتيح، إلا أن شركة “إير إنديا” لم تُجرِ أي فحص بشأنها، لعدم تصنيفها كأولوية.

لا اتهامات حتى الآن

الكابتن السابق إحسان خالد شدد في تصريحات لوكالة “رويترز” على أن التقرير لم يثبت وقوع خطأ من الطيارين، وقال: “المؤكد فقط هو أن فقدان القوة في المحركين هو ما تسبب في الكارثة، لكن الطيارين كانوا على دراية بالفقدان ولم يتسببوا به عمدًا”.

من جانبه، دعا وزير الطيران المدني الهندي رام موهان نايدو إلى التريث في إصدار الأحكام قبل صدور التقرير النهائي، المتوقع خلال عدة أشهر.

ضحايا من عدة دول

وفق بيان “إير إنديا”، كانت الطائرة تقل 242 شخصًا، من بينهم 169 هنديًا، و53 بريطانيًا، و7 برتغاليين، وكندي واحد. وحده راكب واحد نجا من الكارثة، بينما قضى 19 آخرون كانوا داخل نُزل تابع لكلية الطب قرب موقع التحطم.

وأكدت الشركة أنها تسلمت التقرير وتواصل التعاون الكامل مع السلطات المعنية في التحقيق.