خبير سياسي لـ”الوئام”: وقف إطلاق النار في غزة سيؤثر على الوضع السياسي في إسرائيل.

خبير سياسي لـ”الوئام”: وقف إطلاق النار في غزة سيؤثر على الوضع السياسي في إسرائيل.

الوئام – خاص

قبل إقرار الهدنة في غزة، يتصاعد الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث انتقد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشدة ما وصفه بتراجع الحكومة عن تعهداتها، بعد طرح خطة إسرائيلية للانسحاب الجزئي من القطاع خلال هدنة في القطاع المدمر.

أزمة داخلية

وفي السياق، يقول الدكتور علي الأعور، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن الحكومة الإسرائيلية تشهد واحدة من أخطر أزماتها الداخلية منذ تشكيلها، وذلك بسبب تصاعد الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية وزعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب شركائه في اليمين المتطرف وعلى رأسهم إيتمار بن غفير.

ويضيف “الأعور”، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن هذه الأزمة تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم، وتزيد من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة والتوتر في الضفة الغربية.

خطة ما بعد الحرب

ويوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنه في قلب الأزمة يقف الخلاف حول خطة ما بعد الحرب في قطاع غزة، والتي يُجرى التفاوض عليها بدعم أمريكي، والتي تتضمن هدنة طويلة الأمد، وتحويل الإدارة المدنية في غزة إلى جهة فلسطينية غير مرتبطة بحركة معينة، وربما تكون تحت مظلة السلطة الفلسطينية أو تحالف عربي ـ دولي، أما سموتريتش وبن غفير فيعارضان بشدة هذه الخطة، ويصفانها بأنها “خيانة لدماء الجنود”.

رفض الهدنة

ويتابع: “صعّد سموتريتش من نبرته خلال جلسة الحكومة الأخيرة، متهمًا نتنياهو بالتراجع أمام الضغوط الدولية، ومهددًا بالانسحاب من الائتلاف إذا تم التقدم في خطة الهدنة أو وقف العمليات العسكرية قبل “تحقيق نصر كامل”، وفي مؤتمر صحفي عقده مساء 9 يوليو، قال سموتريتش إن حكومته “لن تكون شريكة في صفقة تقود إلى إنشاء دولة إرهابية ثانية في غزة”، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية”.

عزلة دولية

ويوضح “الأعور”، أن نتنياهو يسعى إلى امتصاص الضغوط الأمريكية والأوروبية التي تطالب بوقف العمليات في غزة، خاصة بعد ارتفاع أعداد القتلى المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية، كما يدرك أن الاستمرار في الحرب دون أفق سياسي سيؤدي إلى عزلة دولية غير مسبوقة، وربما عقوبات، لكنه في الوقت ذاته عاجز عن كبح جماح شركائه من اليمين المتطرف دون تعريض حكومته للانهيار.

ويذكر الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أبدت تحفظها على مواقف سموتريتش وبن غفير، مشيرة إلى أن استمرار الحرب دون هدف سياسي واضح يُرهق الجيش ويهدد بتدهور أمني أوسع في الضفة الغربية.

وداخل حزب الليكود أيضًا، بدأت أصوات تعلو مطالبة نتنياهو باتخاذ موقف حاسم، إما بترميم الائتلاف عبر إدخال شركاء أكثر اعتدالًا، أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وبعض التقارير الإسرائيلية تحدثت عن محادثات سرية بين مقربين من نتنياهو وأعضاء في المعارضة لبحث “تحالف طوارئ” إذا تفكك الائتلاف الحالي.

ويختتم “الأعور” حديثه: “الأزمة الحالية تعكس تصدعًا عميقًا في بنية الحكومة الإسرائيلية، وصراعًا بين الواقعية السياسية والتطرف الإيديولوجي، ومع استمرار الخلافات حول مستقبل غزة والضفة الغربية، تبدو حكومة نتنياهو على حافة الانهيار، ما قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الإسرائيلي في الأشهر المقبلة”.