ما الذي يمكن توقعه من الأدوية النفسية؟

ما الذي يمكن توقعه من الأدوية النفسية؟

الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية

يطرح الكثير من الأشخاص سؤالاً عند بداية العلاج النفسي؛ فالبعض يعتقد أن تأثير الأدوية سيكون فوريًا، والبعض الآخر يشعر بالقلق من الاعتماد عليها أو من الآثار الجانبية التي قد تظهر، لكن الحقيقة أن الأدوية النفسية ليست حلًا سحريًا، وليست أيضًا سببًا مباشرًا في التغيير السريع.

الأدوية النفسية تحتاج إلى وقت لكي تبدأ في العمل وفي الغالب يستغرق الأمر بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى يشعر الشخص بتحسن واضح، كما أن كل دواء يعمل بطريقة مختلفة بناءً على طبيعة الحالة النفسية سواءً كانت اكتئاب، قلق، اضطراب ثنائي القطب، أو غيرها من الاضطرابات.

ومن المهم أيضًا أن يعرف الشخص أن الأدوية لا تعالج المشكلة النفسية بشكل جذري، لكنها تساعد في تقليل الأعراض حتى يكون من الممكن العمل على الجوانب النفسية والسلوكية من خلال العلاج النفسي أو تغيير نمط الحياة لذلك فالتوقعات الواقعية ضرورية جدًا عند البدء في تناول الأدوية النفسية، لا سيما أن الآثار الجانبية ممكنة وهي تختلف من شخص لآخر وبعضها يكون مؤقتا ويختفي مع الوقت ولهذا من المهم متابعة الطبيب المختص وإبلاغه بأي تغيير يحدث لكي يتم تعديل الجرعة أو استبدال الدواء إذا لزم الأمر.

إذن ما يجب انتظاره من الأدوية النفسية هو المساعدة على الاستقرار وتخفيف الأعراض، تحسين القدرة على التفكير والنوم والتفاعل مع الحياة، لكنها ليست نهاية الطريق بل جزءً من خطة علاجية متكاملة تشمل الدعم النفسي والرعاية المستمرة.