أهم التحديات التي تواجه وقف إطلاق النار في غزة

الدكتورة تمارا حداد – الأكاديمية والباحثة السياسية الفلسطينية
لم يغلق مسار المفاوضات منذ عدة أيام، وما زالت آلية التفاوض قائمة حتى اللحظة رغم الضغوطات المحلية والإقليمية والدولية لكن تبقى فرص الهدنة في قطاع غزة تعد محدودة ومعقدة للغاية بسبب تداخل العوامل السياسية والعسكرية والإنسانية، بالإضافة إلى حسابات الأطراف الفاعلة وعلى رأسها إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو وحركة حماس والوسطاء الإقليميين والدوليين.
صحيح على أرض الواقع هناك فرص لتحقيق الهدنة من بينها ضغوطات شعبية في الداخل الإسرائيلي وأيضًا رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في كسب جائزة نوبل للسلام إضافة إلى الضغط الدولي والإقليمي وتحرك الوسطاء، إضافة إلى التدهور الإنساني الضاغط والوضع الإنساني الكارثي في غزة خاصة في ظل نقص الغذاء والدواء والبنية التحتية المدمرة حيث يشكل ضغطًا هائلًا على جميع الأطراف للسعي إلى تهدئة ولو مؤقتة.
أيضًا هناك فرصة تتمثل بالجهود الإقليمية والأمريكية المتواصلة للتوصل إلى اتفاق تهدئة يشمل الإفراج عن الأسرى وتبادل للرهائن، لكن لم تصل إلى نتائج نهائية حتى الآن.
لكن هناك تحديات أمام الهدنة، أهمها تعنت الأطراف وتباين الشروط، لا سيما الشروط المتبادلة بين إسرائيل والفصائل حيث أنها متناقضة حتى اللحظة حيث أن الفصائل تطالب بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من غزة، وإسرائيل ترفض وقف إطلاق النار وتريد الإفراج عن رهائن بدون التزامات استراتيجية.
أيضًا نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية من عائلات الرهائن وأزمات في الائتلاف الحكومي مع اليمين المتطرف حيث يخشى أن تؤدي أي هدنة دون “نصر واضح” إلى انهيار حكومته أو تقديمه للمساءلة بعد الحرب وأيضًا حكومة نتنياهو تعتمد سياسة إطالة أمد الحرب لتحقيق أهداف سياسية داخلية.
ورغم تنامي الانتقادات الدولية، لم تتعرض إسرائيل لضغط فعلي يغيّر سلوكها العسكري، ما يُبقي باب المناورات السياسية مفتوحًا أمام نتنياهو.
فرص الهدنة موجودة لكنها هشة ومشروطة، وتبقى إسرائيل بقيادة نتنياهو لا تبدو جادة في الدخول بوقف إطلاق نار دائم في الوقت الراهن، بل تسعى لمزيد من المكاسب العسكرية أو السياسية قبل القبول بأي تسوية، لذا فمصير الهدنة مرهون بتطورات ميدانية (مثل صفقة تبادل رهائن)، وضغط شعبي داخل إسرائيل، واستمرار جهود الوسطاء.