سامسونغ: لا تمانع في تكبد خسائر مؤقتة لدعم انتشار الهواتف القابلة للطي

سامسونغ: لا تمانع في تكبد خسائر مؤقتة لدعم انتشار الهواتف القابلة للطي

في وقت تواجه فيه الهواتف القابلة للطي تباطؤًا في المبيعات وارتفاعًا في تكاليف الإنتاج، فاجأ رئيس قطاع الهواتف المحمولة في سامسونغ “تي إم روه” الأوساط التقنية بتصريح مفاده أن الشركة مستعدة لتحمّل الخسائر على كل وحدة تُباع من أجهزتها الجديدة القابلة للطي، مقابل تحقيق هدفها في توسيع قاعدة المستخدمين لهذه الفئة من الهواتف، وتقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

ورغم التوقعات التي أشارت إلى احتمال رفع أسعار هواتف Galaxy Z Fold 7 وZ Flip 7 بنسبة تصل إلى 20%، اختارت سامسونغ في النهاية اعتماد زيادات طفيفة فقط، في خطوة فُسّرت على أنها تهدف لتحفيز الطلب بدلاً من تحقيق هوامش ربحية فورية.

وقال روه في تصريحات نقلتها صحيفة The Korea Herald: “كانت هناك ابتكارات كبيرة في طرازات هذا العام، مما زاد من تكاليف الإنتاج. لكن، من أجل توسيع فئة الهواتف القابلة للطي ودمقرطة تجارب الذكاء الاصطناعي، قررنا أن نتحمل تلك التكاليف داخليًا.”

تأتي هذه الاستراتيجية في ظل ضغوط اقتصادية عالمية تشمل التضخم وزيادة تكاليف المواد والتقنيات، خاصة مع اعتماد سامسونغ على معالجات متقدمة مثل Snapdragon 8 Elite وExynos 2500. كما أشارت مصادر صناعية إلى أن انخفاض مبيعات Galaxy Z Flip 6 بنسبة 21% عن الجيل السابق كان من العوامل التي دفعت سامسونغ إلى إعادة النظر في تسعير طرازاتها الجديدة.

ومن اللافت أن سامسونغ تواجه منافسة شرسة في السوق الصينية، حيث تسيطر هواوي على فئة الهواتف القابلة للطي، وحققت صدىً واسعًا بعد إطلاقها أول هاتف “تراي-فولد” تجاري في العالم تحت اسم Mate XT، رغم القيود الأميركية المفروضة عليها.

وفي هذا السياق، تترقب الأسواق تحركات سامسونغ، إذ من المتوقع أن تكشف الشركة عن أول هاتف “تراي-فولد” خاص بها، تحت اسم Galaxy G Fold، خلال الربع الأخير من العام، وسط أنباء عن بدء الإنتاج المحدود في سبتمبر لاختبار مدى تقبل السوق لهذه الفئة الجديدة.

ويبدو أن سامسونغ تراهن على رؤية استراتيجية طويلة الأمد، تعتمد على جذب المستخدمين بأسعار تنافسية أولاً، لتوسيع الاعتماد على الأجهزة القابلة للطي وتعزيز حضور الذكاء الاصطناعي المتقدم في الاستخدامات اليومية، حتى لو جاء ذلك على حساب الأرباح في المدى القصير.