خبير سياسي لـ”الوئام”: الهدنة تدعم مصالح نتنياهو السياسية والعسكرية

الوئام – خاص
تتواصل مفاوضات الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسط مشهد إقليمي معقّد، وضغوط دولية متزايدة، وأوضاع إنسانية كارثية في قطاع غزة.
هذه المفاوضات تُعد من أكثر الجولات حساسية منذ بداية الحرب الأخيرة، حيث تتشابك فيها الحسابات الأمنية والسياسية، ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو لتحقيق العديد من المكاسب لو تم إقرارها.
حسابات سياسية وأمنية
وفي السياق، يرى الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو، يسعى لهدنة مؤقتة، وسط ضغوط داخلية وخارجية معقدة.
وأوضح أن أن نتنياهو يظهر استعدادًا مبدئيًا للتفاوض على تهدئة، إلا أن هذا التوجه لا يخلو من حسابات سياسية وأمنية دقيقة تهدف إلى تحقيق مكاسب متعددة، دون تقديم تنازلات جوهرية قد تضعف موقفه أمام شركائه اليمينيين أو جمهوره الداخلي.
إنجاز سياسي
ويقول “دياب”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن أول ما يريده نتنياهو من الهدنة هو تحقيق إنجاز سياسي يتمثل في استعادة الأسرى الإسرائيليين ، وهذا الملف يُعد من أبرز القضايا التي تؤرق الرأي العام الإسرائيلي.
وقد تعهد نتنياهو مرارًا بإغلاقه، لذا فإن أي هدنة تتضمن تبادل أسرى قد تساهم في تحسين صورته داخليًا، وتقديمه كزعيم قادر على استعادة حقوق الإسرائليين والدفاع عن مصالحهم.
كسب الوقت
ويضيف الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يهدف إلى كسب الوقت سياسيًا وعسكريًا، ففي ظل الإنهاك العسكري المتزايد والضغوط الاقتصادية، فإن التوصل إلى هدنة مؤقتة يمنح الجيش الإسرائيلي فرصة لإعادة تنظيم صفوفه، واستيعاب المتغيرات على الأرض، خاصة مع تصاعد الأصوات في الداخل التي تطالب بوقف الحرب.
كما أن الهدنة تخفف من حدة الانتقادات الدولية التي تتهم إسرائيل بمفاقمة الوضع الإنساني في غزة، وهو ما يخدم مصلحة نتنياهو في الساحة الدبلوماسية.
أداة تكتيكية
ويؤكد “دياب”، أن نتنياهو لا ينظر إلى الهدنة كتنازل، بل كأداة تكتيكية فهو يصرّ على شروط قاسية، أبرزها ضمان نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، واستمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، وهي شروط تُفرغ أي هدنة من مضمونها السياسي الحقيقي.
المستوى الداخلي
ويذكر الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنه على المستوى الداخلي، تُعتبر الهدنة أيضًا فرصة لنتنياهو للتخفيف من التوتر داخل حكومته، إذ يحاول الحفاظ على توازن دقيق بين مطالب اليمين المتطرف الذي يعارض أي تهدئة، وبين الضغط الشعبي والإعلامي لإنهاء الحرب.
حل مؤقت
ويختتم “دياب”، حديثه: “نتنياهو لا يسعى إلى “سلام” أو حل نهائي، بل إلى هدنة محكومة بالشروط الإسرائيلية تمنحه الوقت، والمكاسب السياسية، والدعم الدولي، دون تغيير جوهري في ميزان القوة، والهدنة كما تبدو، هي حل مؤقت لأزمة مستمرة، لكنها تخدم بشكل مباشر أهداف نتنياهو الشخصية والسياسية في الوقت ذاته.