حزب العمال الكردستاني يبدأ بعملية تسليم أسلحته

في خطوة وصفت بأنها “نقطة تحول تاريخية”، بدأ حزب العمال الكردستاني، صباح اليوم الجمعة، أولى مراحل تسليم سلاحه رسميًا، استجابة لنداء زعيمه المسجون عبدالله أوجلان، الذي دعا في وقت سابق إلى إنهاء أربعة عقود من “الكفاح المسلح” ضد الدولة التركية.
وبحسب ما أفادت به شبكة “رووداو” الكردية، فقد سلّمت مجموعة من مقاتلي الحزب أسلحتها في محافظة السليمانية شمالي العراق، في إجراء رمزي يعكس “حُسن النية” ويؤسس لبداية مرحلة سياسية جديدة.
عملية نزع السلاح، بحسب وسائل الإعلام الكردية، ستتم عبر مراحل متدرجة من المتوقع أن تكتمل بحلول سبتمبر المقبل، وتُجرى تحت إشراف لجنة مشتركة تضم ضباطًا من المخابرات والجيش التركي، بالتنسيق مع حكومتي بغداد وأربيل، ما يضفي طابعًا رسميًا ومؤسسيًا على العملية.
وقد شارك في مراسم التسليم أعضاء من اللجنة التنفيذية والمركزية للحزب، إضافة إلى شخصيات سياسية كردية ويسارية، في حين فُرض تعتيم إعلامي على الحدث بمنع الصحفيين من الحضور، مع وعد بنشر لقطات مصوّرة لاحقًا.
وكان عبدالله أوجلان قد وجه، يوم الأربعاء، رسالة مصوّرة من سجنه في جزيرة إيمرالي، أعلن فيها أن الحزب يستعد لـ”إسدال الستار على مرحلة طويلة من الكفاح المسلح”، والتحول إلى كيان سياسي قانوني يعمل من داخل الساحة السياسية التركية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الحزب، في 12 مايو الماضي، حلّ نفسه رسميًا وإلقاء السلاح، في نهاية دامية لصراع خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ انطلاقه في ثمانينات القرن الماضي، وكان سببًا رئيسيًا في توتر العلاقات بين تركيا والأكراد، وكذلك بين أنقرة وعدد من دول الجوار.
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مصالحة وطنية شاملة، وربما تُمهد لإطلاق سراح أوجلان نفسه، كما ألمح عدد من القياديين الأكراد.
ويُذكر أن دعوته لوقف القتال صدرت في 27 فبراير الماضي، وتلاها إعلان رسمي من الحزب في الأول من مارس عن وقف شامل لإطلاق النار.
إذا ما اكتملت هذه المبادرة، فإنها قد تمثل بداية لعصر جديد في العلاقات الكردية-التركية، عنوانه العمل السياسي بدل الصراع المسلح.