العلاقات بين الكويت والمغرب: من حلم إلى حقيقة

العلاقات بين الكويت والمغرب: من حلم إلى حقيقة

الدكتور عيسى محمد العميري – كاتب كويتي

عندما أصبح الحلم واقعًا حقيقيًا على أرض الواقع، هو ما تمثله العلاقات الكويتية المغربية التي تتميز بعمق تاريخي وأواصر أخوية وثيقة، تمتد جذورها لعقود من التعاون والتفاهم المشترك. وقد تطورت هذه العلاقات بشكل مستمر على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستندةً إلى الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في تعزيز المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين.

فعلى الصعيد السياسي، تجمع البلدين رؤية متقاربة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، حيث تدعمان بشكل دائم مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل النزاعات. وتحرص القيادتان على تبادل الزيارات الرسمية وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، وهو ما يعكس الثقة المتبادلة بين الطرفين.

أما من الناحية الاقتصادية والتجارية، وبعيدًا عن لغة الأرقام وضوضائها، نقول إن تلك العلاقات شهدت نموًا متزايدًا من خلال اتفاقيات التعاون والاستثمار المتبادل، حيث تُعد الكويت من بين الدول الخليجية التي ساهمت في دعم مشاريع تنموية بالمغرب، سواء عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية أو من خلال الاستثمارات الخاصة في قطاعات السياحة، والبنية التحتية، والعقار. كما يشهد التبادل التجاري بين البلدين تطورًا ملحوظًا، مع وجود آفاق واعدة لتوسيع الشراكة الاقتصادية في مجالات الطاقة، والزراعة، والصناعات الغذائية.

أما على الصعيد الاجتماعي والثقافي، فتربط الشعبين علاقات وطيدة تُترجم في التبادل الثقافي والطلابي، حيث يدرس العديد من الطلبة المغاربة في الجامعات الكويتية، كما تستقبل الجامعات المغربية أيضًا طلابًا من الكويت. وتسهم الفعاليات الثقافية المشتركة في تعزيز التفاهم الحضاري والتقارب بين المجتمعين.

وفي هذا السياق، تأتي مناسبة 30 يوليو، التي تصادف العيد الوطني للمملكة المغربية وعيد جلوس جلالة الملك محمد السادس، كفرصة لتجديد التأكيد على متانة العلاقات الثنائية. وغالبًا ما تبادر دولة الكويت في هذه المناسبة إلى تهنئة المملكة قيادةً وشعبًا، تعبيرًا عن عمق المحبة والروابط الأخوية.

إن العلاقات الكويتية المغربية تُعد نموذجًا ناجحًا للتعاون العربي، حيث يجمع البلدين تاريخ مشترك ورؤية موحدة نحو التنمية والسلام، ما يجعل من هذه الشراكة ركيزة أساسية لتعزيز التضامن العربي الشامل.

ومن ناحية أخرى، نقول إنّه لطالما كانت العلاقات المغربية الكويتية مَثَلًا طيبًا للعلاقات بين الدول الصديقة والشقيقة، وقدوةً تُحتذى بين الدول التي تسعى لإقامة علاقات ودية تتقاطع مع المصالح المشتركة. تلك العلاقات الصادقة بين البلدين تؤكد الرغبة المشتركة في تعزيزها وتطويرها إلى مرحلة جديدة، والعمل على ترسيخها.