نقص الوقود يهدد بتحويل مستشفى الشفاء في غزة إلى موقع يرثى له

حذّر أطباء ومسؤولون صحيون في غزة من كارثة وشيكة تهدد مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، نتيجة النقص الحاد في الوقود، ما قد يؤدي إلى توقفه التام وتحويله إلى ما وصفه الأطباء بـ”مقبرة صامتة”، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والتصعيد العسكري المتواصل منذ 21 شهرًا.
قال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن الخطر الذي يواجه المستشفى “لا يأتي من غارة جوية أو صاروخ، بل من حصار يخنق دخول الوقود”، مؤكدًا أن النقص يحرم آلاف المرضى من حقهم الأساسي في العلاج، ويعرض أرواحهم للخطر.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد أبو سلمية، مدير المستشفى، إن خدمات حيوية كقسم الغسيل الكلوي أُغلقت للحفاظ على الكهرباء في غرف العناية المركزة والعمليات، محذرًا من أن توقف محطات الأوكسجين سيعني انهيارًا شاملًا للخدمات الطبية، بما يشمل المختبرات وبنوك الدم، وأضاف: “المستشفى سيتحول إلى مقبرة لمن بداخله”.
وأفاد مسؤولون في مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع بأن كمية الوقود المتوفرة لا تكفي لأكثر من 24 ساعة، بينما يحتاج المستشفى يوميًا إلى 4500 لتر لتشغيل المرافق الحيوية.
وأكد المتحدث باسم مستشفى ناصر، محمد صقر، أن الطواقم الطبية تُجري عمليات جراحية دون كهرباء أو تكييف، في ظروف حرجة تهدد سلامة المرضى. وقال: “لدينا أفضل الطواقم الطبية، لكن من دون وقود وأدوية ومسكنات، يصبح العمل الطبي مستحيلًا”.
ووفق منظمة الصحة العالمية، تعرضت منشآت صحية في غزة لأكثر من 600 هجوم منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، فيما لم يتبقَ سوى نصف مستشفيات القطاع الـ36 تعمل جزئيًا فقط، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود، وارتفاع أعداد الضحايا يوميًا.
وفي الوقت الذي ناقش فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضية الأسرى في واشنطن مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يواجه مرضى غزة خطرًا محدقًا نتيجة انهيار النظام الصحي تحت الحصار.
وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم المنشآت الطبية لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة، بينما تؤكد منظمات دولية أن المدنيين، بمن فيهم المرضى والكوادر الطبية، هم من يدفعون الثمن الأكبر.
ووفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب الـ57 ألفًا، فضلًا عن مجاعة ونزوح داخلي شبه شامل، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، تنفيها تل أبيب بشدة.