واقع القضية الفلسطينية واستغلال نتنياهو لترامب

هشام البقلي – الباحث في الشؤون العربية والدولية
تعيش القضية الفلسطينية توقيتًا عصيبًا من مراحل الصراع الطويل مع الاحتلال الإسرائيلي والممتد منذ عقود، لا سيما مع تعاظم رغبة حكومة إسرائيل الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، والسعي الإسرائيلي من “اليمين المتطرف” في حكومة تل أبيب بتصفية القضية وتفويت فرصة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، في ظل دعم أمريكي غير محدود من إدارة الرئيس، دونالد ترمب.
وتحاول حكومة الاحتلال بقيادة نتيناهو، أن تستغل دعم إدارة ترمب لـ”تل أبيب” من أجل تحقيق أكبر كم ممكن من المكاسب السياسية والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وليست القضية الفلسطينية وحدها، ويتضح ذلك من الضربات في اليمن ولبنان والحرب مع إيران.
المحاولات التي تبذلها حكومة نتيناهو لتصفية القضية الفلسطينية تقوم على سياسة فرض الحصار التام على دخول المساعدات الإنسانية ومنع دخول الأدوية والتصفية الجسدية للعشرات المنتظرين في طوابير استلام المساعدات والمواد الغذائية وبتلك السياسات يجبر الفلسطينيين على النزوح القسري خارج أرضهم مطبقًا سياسة الأمر الواقع.
والملفت للنظر أن ما يغيب عن نظر الإدارة الأمريكية بقيادة، دونالد ترمب، فيما يتعلق بإقرار السلام في الشرق الأوسط وإقرار هدنة في غزة، لن يتحقق طالما ظلت أطماع نتيناهو مدعومة بموافقات وتفاهمات أمريكية- إسرائيلية على طول الخط، بينما تغيب نظرية الحل العادل عن إقرار الحق الفلسطيني.
وبات ما يغيب عن نظر حكومة نتيناهو، أنه لا يتعلم من دروس التاريخ فالحق الفلسطيني في إقامة الدولة والأرض المحتلة لن يضيع طالما ظلت الإرادة للشعب الفلسطيني ثابتة وحاضرة.