التكنولوجيا المتقدمة وتأثيرها على تنوع الاقتصاد السعودي

التكنولوجيا المتقدمة وتأثيرها على تنوع الاقتصاد السعودي

سمير رؤوف – الباحث الاقتصادي وخبير أسواق المال

تلعب الصناعات التكنولوجية دورًا متزايد الأهمية في دعم وتحفيز الاقتصاد السعودي، لا سيما في ظل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

ويتحقق تنوع الاقتصاد بمساهمة التكنولوجيا والتقنية الحديثة في دعم أداء القطاعات الاقتصادية غير النفطية من خلال تطوير قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنية المالية (FinTech) والحوسبة السحابية التي تساعد في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني.

كما توفر الصناعات التكنولوجية فرص عمل جديدة ومتنوعة في مجالات واعدة مثل البرمجة، تحليل البيانات، الأمن السيبراني، والهندسة التقنية. وتدعم التقنية المتطورة أيضًا توطين الوظائف ورفع نسبة مشاركة السعوديين في سوق العمل التقني وجذب الاستثمارات وتشجع بيئة الابتكار في السعودية خاصة في وجود مشاريع قوية مثل مدينة نيوم ووادي التقنية (Tech Valleys) بقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجال التكنولوجيا، بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة والإنتاجية.

وتساعد الحلول التكنولوجية كذلك في تحسين الكفاءة التشغيلية بالعديد من القطاعات المختلفة مثل الصحة، التعليم، الصناعة، والخدمات، وتؤدي بدورها إلى خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية، مع تحفيز الابتكار وريادة الأعمال.

وخلال السنوات الأخيرة وحتى الآن، تدعم الحكومة السعودية الأداء الاقتصادي المتنوع عبر برامج مثل “منشآت” وصندوق الاستثمارات العامة وقطاع ريادة الأعمال التقني التى تسهم في بناء بيئة حاضنة للمبتكرين والمشروعات الناشئة، ودعم التحول الرقمي.

كما تعزز الحكومة السعودية أيضًا تحقيق التحول الرقمي في الخدمات الحكومية والخاصة مما يزيد من كفاءة الخدمات ويعزز الشفافية والمتمثلة في شركة أرامكو التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التنقيب والإنتاج وسابك لتعزيز الكفاءة في الصناعات الكيميائية فضلا عن تطوير مدن ذكية تعتمد على أحدث التقنيات بالمملكة.