السنوات المثمرة: مفتاح تطور دماغ الطفل من خلال اللعب والرعاية

الدكتور محمد عبدالله – أخصائي التربية النفسية والسلوكية وثقافة الأطفال
في السنوات الخمس الأولى من العمر، تُحفز التجارب الإيجابية والعلاقات الودية للأطفال، مما يُنشئ ملايين الروابط العصبية في أدمغتهم.
وفي الواقع، تُطور أدمغة الأطفال الروابط العصبية في السنوات الخمس الأولى أسرع من أي وقت آخر في حياتهم، وهذا هو الوقت الذي تُرسى فيه أسس التعلم والصحة والسلوك طوال الحياة.
يولد الأطفال مستعدين للتعلم، وتنمو أدمغتهم من خلال الاستخدام، وتُتيح البيئات المُحفزة والداعمة، المليئة بالأنشطة المتنوعة، للأطفال طرقًا متعددة للعب والتطور والتعلم، بالإضافة إلى فرص عديدة لممارسة ما يتعلمونه.
على سبيل المثال، عندما يتحدث الوالدان إلى الطفل ويستجيبون له بلطف ويتفاعلون معه بدفء، ينمو دماغ الطفل بشكل أفضل لأنهم يشجعونه على التواصل واللغة، مثل قراءة القصص للأطفال يوميًا من شأنها أن تساعد في بناء مهاراتهم اللغوية وتوسيع مداركهم.
كذلك اللعب بأنواع مختلفة مثل البناء بالمكعبات، الرسم، واللعب في الهواء الطلق، يساعد الأطفال على تطوير مهارات التفكير والإبداع والحركة، كما أن لعب الأطفال مع أقرانهم أيضاً يعزز مهاراتهم الاجتماعية.
الروتين اليومي المنظم، بمعنى توفير بيئة آمنة ومنظمة بها أوقات ثابتة للنوم، والطعام، واللعب، تجعل الطفل يشعر بالاستقرار والاطمئنان، مما يساهم في نمو صحي للعقل والجسد.