واشنطن توقف دعم USAID.. وروبيو: المعونات الأميركية ستنخفض

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ستتوقف رسميًا عن تنفيذ المساعدات الخارجية عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، اعتبارًا من الثلاثاء، في خطوة تعكس توجه إدارة الرئيس دونالد ترمب لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية.
وفي بيان له، أكد روبيو أن الولايات المتحدة ستتحول من نموذج “المساعدات الخيرية” إلى نموذج “التمكين الاقتصادي المستدام”، عبر استهداف الدول القادرة على مساعدة نفسها، والتركيز على مشاريع تحقق عائدًا مضاعفًا وتحفّز استثمارات القطاع الخاص، بما في ذلك الشركات الأميركية.
وأوضح الوزير أن السياسة الجديدة ستمنح الأولوية للتجارة على حساب المعونات، وللاستثمار بدلاً من المساعدة، معتبرًا أن هذا التحول سيعزز قدرة واشنطن على مواجهة نفوذ بكين عالميًا.
وكانت إدارة ترمب قد جمّدت ثم قلصت مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية، ضمن إطار “أميركا أولًا”، ما أدى إلى تفكيك شبه كامل لـUSAID، وتسريح آلاف الموظفين والمتعاقدين، مما تسبب في اضطرابات حادة ببرامج الغذاء والرعاية الصحية العالمية.
وتشير دراسة نشرتها مجلة “ذا لانسيت” الطبية إلى أن هذه التخفيضات قد تسفر عن أكثر من 14 مليون وفاة إضافية حول العالم بحلول 2030، نتيجة توقف الدعم الحيوي، لا سيما في الدول الإفريقية منخفضة ومتوسطة الدخل.
وفي مثال حديث، ذكرت الأمم المتحدة أن الإدارة الأميركية ألغت عقدًا رئيسيًا لتوريد أدوات طبية للناجيات من العنف الجنسي في شرق الكونغو، بالتزامن مع تصاعد أعمال العنف هناك.
ومن بين البرامج المتأثرة أيضًا “خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز” (PEPFAR)، والتي تعد المبادرة الأبرز عالميًا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.
تاريخيًا، كانت واشنطن المانح الأكبر للمساعدات الإنسانية، إذ قدمت 61 مليار دولار العام الماضي، منها نحو نصفها عبر USAID، وفق بيانات حكومية. وأُسست الوكالة عام 1961 في عهد الرئيس جون كينيدي، كجزء من جهود أميركية لكبح النفوذ السوفيتي خلال الحرب الباردة.
لكن مسؤولًا بالخارجية، تحدث للصحفيين دون كشف اسمه، وصف نموذج الوكالة بـ”الفاشل” في تقليل اعتماد الدول على المساعدات الأميركية، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة تسعى لتعزيز الاستثمار المشترك واتفاقات التجارة، بدلاً من الاعتماد الأحادي.
وأثارت الخطوة انتقادات نادرة من الرئيسين السابقين جورج بوش وباراك أوباما، إذ نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن أوباما خلال مؤتمر مغلق مع موظفي USAID قوله: “تفكيك الوكالة مأساة، لأنها تمثل بعضًا من أهم الأعمال المنجزة في العالم”.