انتشار مرض التهاب السحايا بين أطفال غزة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، عن تسجيل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا بين الأطفال، محذرة من تفش محتمل للمرض في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الصحية والبيئية، وتردي الظروف المعيشية التي يعيشها السكان في القطاع المحاصر.
وقال الدكتور راغب ورش أغا رئيس قسم الأطفال في مستشفى النصر التخصصي، إن المستشفى يشهد زيادة يومية في عدد الإصابات بمرض التهاب السحايا، في ظل نقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، مشيرا إلى أن البيئة الحالية لاسيما داخل مراكز الإيواء، توفر ظروفا مثالية لتفشي الأمراض المعدية.
وأضاف ورش أغا أن “القطاع الصحي يرزح تحت ضغوطات غير مسبوقة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر والتدمير الممنهج للبنية التحتية”، موضحا أن عمليات الإخلاء القسري أدت إلى “تكدس أكثر من مليون ونصف مواطن في مناطق مكتظة، تفتقر لأبسط مقومات الحياة أو شروط الصحة العامة”.
وأكد الطبيب المختص أن تفشي التهاب السحايا، وهو مرض معد وخطير قد يؤدي إلى الوفاة أو تلف دائم في الجهاز العصبي، يزداد خطورة في ظل نقص الأدوية والمضادات الحيوية، إلى جانب محدودية قدرة وحدات الرعاية الصحية على الاستجابة.
ودعت وزارة الصحة المؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري من أجل توفير المياه الصالحة للشرب، وتعزيز مخزون الأدوية والمستلزمات الوقائية، محذرة من كارثة صحية وشيكة قد يصعب احتواؤها في حال استمرار الوضع الراهن.
ويعيش سكان قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أدى الحصار المشدد والعمليات العسكرية إلى انهيار شبه كامل في منظومة الرعاية الصحية، وتفشي التلوث البيئي والمائي، إلى جانب تصاعد مستويات انعدام الأمن الغذائي.
ووفقا لتقارير أممية، يعاني أكثر من 80% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي فيما تلوثت معظم مصادر المياه بسبب تدمير شبكات الصرف الصحي وتوقف محطات التحلية، وهو ما أدى إلى انتشار أمراض مرتبطة بالمياه الملوثة مثل الإسهال الحاد والتهابات الكبد والجلد، وأخيرا التهاب السحايا.
كما أشارت منظمات إنسانية إلى أن الأوضاع في مراكز الإيواء التي تضم مئات الآلاف من النازحين باتت تشكل بيئة خصبة لانتشار الأوبئة، في ظل الاكتظاظ ونقص المرافق الصحية ما ينذر بتدهور إضافي في صحة السكان خاصة الأطفال وكبار السن.