تلاعب العملاء.. خبراء لـ”الوئام”: أوكرانيا تسعى لتعزيز نفوذها في إفريقيا بأساليب متنوعة

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو ساحات الصراع التقليدية، تسعى أوكرانيا – التي تعيش منذ سنوات تحت ضغط الحرب مع روسيا – لإعادة تعريف دورها على الساحة الدولية؛ تقرير جديد يكشف عن تحركات أوكرانية غير معلنة تهدف إلى ترسيخ نفوذها في ملفات أمنية إقليمية ودولية، ولو عبر بوابات غير تقليدية مثل العمل الاستخباراتي.
كييف تحاول استثمار تجربتها الأمنية والعسكرية، ومكانتها المتنامية لدى الغرب، للعب أدوار تتجاوز حدودها الجغرافية، بحثًا عن اعتراف سياسي واستراتيجي يعزز حضورها الدولي ويثبت قدرتها على التأثير، لا سيما في مناطق التوتر حيث يتقاطع النفوذ الروسي مع مصالح الغرب.
القارة السمراء
في السياق يقول الباحث الدولي والإعلامي عطاف مختار، إن أوكرانيا تلعب دورا خارج حدود معاركها الحالية وبالأخص في إفريقيا، حيث ثبت خلال الفترة الماضية تورط أوكرانيا بدعم المسلحين في السودان والصومال والنيجر وليبيا.
وأضاف مختار، خلال تصريحاته لـ”الوئام” أن كييف تقوم بتلك الأعمال بالوكالة لصالح الدول الأوروبية، فهي تدعم منظمات تصنف كإرهابية مثل بوكو حرام وحركة الشباب في الصومال، والدعم السريع في السودان، ومنظمات أخرى في النيجر ومالي وتزودها بطائرات مسيّرة بأسعار منخفضة للغاية.
وبهذا الصدد، اعترف الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، بأن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بالسودان إلى جانب قوات الدعم السريع، ومعظم المقاتلين الأوكران هم من المتخصصين التقنيين.
معارك خارج حدودها
بحسب خبراء تسعى أوكرانيا الي الاستفادة من جميع الصراعات الحالية من أجل فرض نفوذها، فبحسب الباحث الدولي والإعلامي عطاف مختار، ظهر دور أوكرانيا في الازمة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، حيث تم توقيف العديد من المواطنين الأوكرانيين في طهران بعد إثبات تعالمهم مع الأجهزة الإسرائيلية ومحولتهم تنفيذ عمليات إرهابية.
من جانبه يرى عطاف مختار أن أوكرانيا من دخولها في الأزمة الأخيرة في المنطقة كان هدفها الاستثمار في أي أزمة ضد حلفاء روسيا وإضعاف دورهم الداعم للجيش السوداني في حربهم ضد قوات الدعم السريع.
وتعتبر إيران من الدول التي تدعم الجيش السوداني، حيث قامت السودان بعقد صفقة لتوريد المسيرات الإيرانية بعد بداية الحرب مع قوات الدعم السريع، واعتمدت القوات المسلحة.
رأس الحربة
وفي السياق، يقول أحمد عطا، الباحث في منتدى الشرق الأوسط بلندن، إن جهاز الأمن الأوكراني أصبح رأس الحربة في الحرب مع روسيا، مستهدفا المنشآت العسكرية والصناعية الروسية باستخدام عمليات سرية وطائرات مسيرة قادها الفريق أول فياسيل ماليوك الذي طور الوكالة من جهاز مشكوك في قدراته إلى قوة فاعلة في الحرب، واستطاع تنفيذ عمليات اغتيال لأشخاص تعاونوا مع روسيا، واستخدم المسيرات طويلة المدى لضرب قواعد ومرافق روسية.
ويضيف “عطا”، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن ماليوك نجح في تحويل جهاز الأمن الأوكراني إلى وكالة استخباراتية قادرة على تنفيذ عمليات نوعية، شبيهة بتلك التي تقوم بها وكالات تجسس عالمية مثل هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة في إسرائيل “الموساد”.
ويوضح الباحث السياسي، أن العملية الأخيرة التي أُطلق عليها اسم “شبكة العنكبوت” استغرق تخطيطها 18 شهرا، واستهدفت 41 طائرة حربية روسية في 4 قواعد جوية داخل روسيا، مستخدمة عشرات الطائرات المسيرة التي أظهرت قدرات متقدمة.
ويشير “عطا”، إلى أن الغرب لعب دور مهم في صناعة جهاز استخباراتي لحماية المصالح الأوروبية داخل منطقة اليورو وخارجها.