خبير سياسي لـ”الوئام”: نتنياهو يحاول إشعال حرب جديدة في لبنان

الوئام – خاص
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة بسبب محاكمته الجارية بتهم الفساد، والتي تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهي قضايا تهدد مستقبله السياسي والشخصي.
ومع تصاعد الانتقادات ضده داخليًا، وتراجع شعبيته حتى بين أنصاره، يرى مراقبون أن نتنياهو قد يلجأ إلى تصعيد عسكري جديد في لبنان، كوسيلة لتحويل الأنظار عن ملاحقته قضائيًا، وتثبيت نفسه كزعيم “أمني” في مواجهة “التهديدات الخارجية”.
الهروب للأمام
وفي السياق يرى الدكتور علي الأعور، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن هناك تقديرات داخل الأوساط الإسرائيلية بأن نتنياهو قد يدفع باتجاه حرب جديدة في المنطقة وبالأخص في الجنوب اللبناني، عبر الخروج بحجج جديدة وافتعال أسباب للصراع من أجل الهروب للأمام بعيدًا عن المطاردات والمحاكمات الداخلية.
ويقول “الأعور”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن هذا الاحتمال يعززه الهجوم الأخير بالمسيرات الإسرائيلية وقتل قيادي في “وحدة الرضوان”، ومطالبة نتنياهو تأجيل جلسات محاكمته لمدة أسبوعين لضرورات أمنية.
البحث عن بديل
ويضيف الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يستخدم مرة أخرى المناورات السياسية التي يسعى من خلالها إلى ترسيخ صورة القائد الحامي في وعي الجمهور الإسرائيلي، وهو تكتيك استخدمه في مرات سابقة للخروج من أزمات سياسية.
كما أن إشعال الجبهة الشمالية قد يسمح له بالمطالبة بتأجيل محاكمته بحجة “حالة الطوارئ الوطنية”، وهو ما يمنحه وقتًا ثمينًا لإعادة ترتيب أوراقه السياسية.
ويتابع: “لكن هذا الخيار يحمل مخاطرة كبيرة، إذ إن الحرب مع لبنان قد تُهدد الداخل الإسرائيلي المنهك بالفعل بسبب الضربات الإيرانية كما أن الجبهة الداخلية لم تعد متماسكة كما في السابق، ويواجه نتنياهو أيضًا رد الفعل الشعبي الغاضب منه باستخدامه الحرب لأغراض سياسية شخصية”.
خيارات محدودة
ويختتم “الأعور” حديثه: “في النهاية يبدو أن نتنياهو يقف بين خيارين أحلاهما، مر وهو مواجهة العدالة والمحاكمات داخليًا أو الانزلاق إلى حرب قد تهدد استقرار إسرائيل مرة أخرى، في محاولة يائسة للبقاء في الحكم بأي ثمن”.