الصيف.. فرصة لا تُعوض في الحياة

بقلم: د. عبدالله بن عبدالعزيز العقل
الكثير منّا ينجرف في زحمة الحياة اليومية، بين متابعة الأحداث العالمية، ومجالس الأصدقاء، وضغوط العمل، والاستراحات الممتدة بلا هدف. نركض خلف تفاصيل كثيرة، ونغفل عن رأس المال الحقيقي في حياتنا… الأسرة والأطفال.
الصيف ليس مجرد إجازة من الدراسة، بل هو مساحة واسعة لإعادة التوازن وبناء الذات والعائلة، وفرصة نادرة لنُرمم ما أهملته الأيام، ونغرس ما نتمنى أن نحصده غدًا. فالسؤال الصادق الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: ماذا أعددنا لأبنائنا هذا الصيف؟
هل وضعنا خطة تربوية متكاملة؟
خطة تجمع بين الثقافة والمعرفة، وبين الترفيه والرياضة، وبين المتعة والتعلم؟
أم تركناهم رهائن الأجهزة والشاشات، يسهرون بلا هدف، ويصحو بعضهم في الظهر بلا نشاط، ويقضون أيامهم في فراغ قاتل، حتى إذا جاء العام الدراسي، حملوا معنا أثقال التراخي والتسويف؟
نحتاج وقفة صادقة مع أنفسنا.
نحتاج أن نكون جادين، لا نكتفي بالكلام والنصائح، بل نضع برنامجًا عمليًا واقعيًا، نلتزم به كأسر، ونحرص على أن ينمو أبناؤنا فيه فكريًا وجسديًا ونفسيًا.
فرّغ وقتك لهم، واصحبهم للمكتبة، والمسبح، والمخيم، والمتحف.
اقرأ معهم، وشاركهم الهوايات، وادفعهم نحو العمل التطوعي أو مشروع صغير، فكل لحظة تمر من عمرهم لا تعود.
الصيف لا يُقاس بدرجة حرارته، بل بدرجة وعينا بقيمته.
فلنكن جادين مع أنفسنا، ولنصنع صيفًا يفتخر به أبناؤنا… ويشكرونا عليه يومًا ما.